كشفت تقارير إعلامية عبريّة عن تزايد استخدام الطائرات المسيرة في عمليات التهريب عبر الحدود المصرية، معتقدةً أن هذه الظاهرة تُشكّل تهديدًا أمنيًا كبيرًا لإسرائيل، وذلك في ظل غياب الإجراءات الكافية لمواجهتها.
تهديدات متزايدة
سلطت صحيفة “معاريف” الضوء على صرخات سكان المناطق الحدودية مع مصر، حيث اعتبرت أن قضية الطائرات المسيّرة تجاوزت محيط السكان المحليين لتصبح قضية قومية. ورغم التحذيرات المتكررة، استمرت هذه الطائرات في وظيفتها، محملة بشحنات الأسلحة، مبتعدة عن الحدود صوب سيناء.
ورافق مراسل الصحيفة منظمتي “رغافيم” و”الحارس الجديد” في جولة على الأراضي الحدودية، حيث سُمع المزارعون ينبهون إلى اقتراب الطائرات، التي تكرر مرارًا تهريب الأسلحة والمسروقات عبر هذه الطريقة الحديثة.
دعم حكومي مطلوب
وفي حديثه، أشار منش شموئيلي، مدير أنشطة “رغافيم”، إلى أن وضع الحدود المصرية يعكس واقعاً مؤلماً، حيث تعبر مئات الطائرات المسيّرة يوميًا دون أي رقابة، وهو ما يشكل تهديدًا استراتيجيًا لدولة إسرائيل. وحث الحكومة على اتخاذ إجراءات مطلوبة، كما هو الحال في الشمال.
أما يهودا قافاح، منسق الجنوب في “رغافيم”، فقد أكد أن المهربين أصبحوا قادرين على إدراة عملياتهم عن بُعد، مما جعل الأمر أكثر سهولة وفعالية مقارنة بما كان عليه في السابق، مؤكدًا تعقيد الوضع العسكري في المنطقة.
تحديات الأمن القومي
في تصريحاته، نبّه إيرون دورون، رئيس المجلس الإقليمي “رامات النقب”، إلى أن هذه الظاهرة ليست مجرد مشكلة محلية، بل هي مسألة علاقة بالسيادة والأمن الوطني. وحث الحكومة على إجراء تغييرات عاجلة، بما في ذلك تعزيز الاستثمارات في الاستيطان لمواجهة هذا التهديد المتزايد.
من جهته، أكد أخيا هورفيتس، عضو في “الحارس الجديد”، على خطورة التهريب المستمر، محذرًا من الأسلحة والمخدرات التي تجلبها الطائرات، والتي يمكن أن تُستعمل من قبل منظمات إرهابية وإجرامية على حد سواء.
شهادات مباشرة
شهادات المزارعين في المنطقة، مثل ناداف سويسا، تعكس حالة من الخوف مما يعيشه السكان. حيث شهدوا عمليات تهريب مستمرة بواسطة الطائرات المسيرة. كما أوضح أحد المزارعين كيف أن الوضع الأمني أصبح أكثر تعقيدًا مقارنة بالسنوات السابقة، مشيرًا إلى السيطرة المفروضة من قبل المهربين.
بينما أشار مزارع آخر إلى تأثير الحوادث الأمنية السابقة على المجتمع المحلي، موضحًا حالة الخوف وعدم اليقين التي يعاني منها الجميع. واعتبر أن غياب التنسيق بين السلطات قد يزيد من تفاقم الأمور، وأعرب عن قلقه المتزايد بعد الأحداث الأخيرة.
أرقام مثيرة للقلق
أكد خبراء أمنيون أن الحدود مع سيناء مفتوحة بشكل كامل، مما يتيح تدفقًا كبيرًا للأسلحة عبر الطائرات المسيّرة. ورغم تنبيههم لخطورة الوضع، لا تزال السلطات في حالة تردد في اتخاذ خطوات جادة لمواجهة هذه الظاهرة.