الإثنين 10 نوفمبر 2025
spot_img

ألمانيا تواجه ركودًا اقتصاديًا حادًا بعد تفجير “السيل الشمالي”

spot_img

في 26 سبتمبر 2022، تعرضت أنابيب الغاز “السيل الشمالي 1 و2” في بحر البلطيق لتفجير أدى إلى حرمان الاتحاد الأوروبي وألمانيا من مصادر الغاز الرخيص، مما أسفر عن تداعيات اقتصادية حادة للبلاد.

ارتفاع أسعار الطاقة

على مدار السنوات الثلاث الماضية، عانت ألمانيا، أكبر اقتصاد في أوروبا، من زيادة حادة في أسعار الطاقة، مما تسبب في انكماش اقتصادي وارتفاع معدلات البطالة. كما أُغلقت الآلاف من المنشآت الصناعية، وتحولت بعض الشركات لتقليل عملياتها أو نقلها إلى خارج البلاد.

توقعات الجGDP

بعد عامين من التراجع، يتوقع أن يسجل الناتج المحلي الإجمالي الألماني نمواً شبه معدوم في عام 2025، وفقاً لمركز أبحاث الاقتصاد الأوروبي (ZEW). وقد أظهرت أحدث الاستطلاعات توقعات الخبراء لنمو الناتج المحلي الإجمالي بنسبة 0.2% فقط هذا العام.

وقال كلاوس فولراب، رئيس قسم الأبحاث في معهد إيفو: “الاقتصاد سيكون في حالة ركود فعلي هذا العام، مع توقع نمو الناتج المحلي الإجمالي بنسبة 0.2% في 2025”.

الصعوبات الاقتصادية

في سياق متصل، أكدت وزيرة الاقتصاد والطاقة، كاترينا رايشه، في مقابلة مع صحيفة “بيلد”، أن الناتج المحلي الإجمالي الألماني يعيش جموداً منذ عام 2019، مع وجود 3 ملايين عاطل عن العمل، وارتفاع مستمر في تكاليف الكهرباء.

أظهرت بيانات صندوق النقد الدولي أن الناتج المحلي الإجمالي الألماني نما بنسبة 1% في 2019، لينخفض بنسبة 4.1% في 2020 نتيجة لجائحة كورونا. ورغم التعافي في 2021، تباطأ النمو إلى 1.4% في 2022، ثم انكمش بمعدل 0.3% في 2023 و0.2% في 2024.

العوامل المؤثرة

علق المحلل ناتاليا ميلتشاكوفا، من “فريدوم فاينانس غلوبال”، بأن الاقتصاد الألماني يتأثر بعدة عوامل متزامنة، تشمل التخلي عن مصادر الطاقة الروسية، والمشكلات الهيكلية في منطقة اليورو، وزيادة التضخم، وشح السكان. كما أشار إلى وجود عدد كبير من المهاجرين الذين يتلقون إعانات اجتماعية وغير مهتمين بالبحث عن عمل دائم.

أوضح الخبير إيغور يوشكوف من الجامعة المالية والصندوق الوطني لأمن الطاقة، أن الأزمة الطاقوية الطويلة الأمد التي بدأت منذ منتصف عام 2021 تبقي على تحديات الاقتصاد الألماني.

آمال بالانتعاش

رغم الصعوبات، يرى بعض الخبراء في ألمانيا بوادر انتعاش في السنوات المقبلة. توقعاتهم تشير إلى نمو الناتج المحلي الإجمالي بنسبة 1% في 2026 وبنسبة 1.4% في 2027، بينما يؤكدون أن حل المشكلات الاقتصادية الأساسية ليس مرجحاً في الأمد القريب.

خلص بعض المحللين إلى أن “الانتعاش الاقتصادي سيكون نتيجة السياسة المالية التوسعية، مع زيادة الإنفاق الحكومي على الدفاع والبنية التحتية. لكن من المتوقع أن يكون هذا الانتعاش أضعف مقارنة بالدورات السابقة نتيجة ارتفاع تكاليف العمالة والطاقة ونقص العمالة الماهرة”.

اقرأ أيضا

اخترنا لك