في خطاب أمام الأمم المتحدة، جددت المملكة العربية السعودية، السبت، تأكيدها على موقفها الثابت تجاه القضية الفلسطينية، مطالبةً بحل عادل ودائم ينهي معاناة الشعب الفلسطيني ويحقق الاستقرار في المنطقة. وأكد وزير الخارجية السعودي، الأمير فيصل بن فرحان، أن تجاهل القوانين الدولية والشرعية هو سبب استمرار العنف وتفاقم الأزمة.
موقف ثابت تجاه فلسطين
أكد الأمير فيصل بن فرحان أن تقاعس المجتمع الدولي عن وقف الاعتداءات الإسرائيلية يقوض الأمن والاستقرار الإقليمي والعالمي. وحذر من التداعيات الخطيرة لتصاعد جرائم الحرب وأعمال الإبادة الجماعية، مشدداً على ضرورة اتخاذ إجراءات حاسمة.
السعودية تفتخر بدورها كعضو مؤسس في الأمم المتحدة وتسعى لتطبيق مبادئ الميثاق على أرض الواقع. تعمل المملكة على تعزيز الأمن والسلم الدوليين، وتؤمن بأهمية دور المنظمة في تحقيق الاستقرار العالمي.
مساعدات إنسانية متواصلة
أشار وزير الخارجية السعودي إلى أن المملكة قدمت أكثر من 141 مليار دولار كمساعدات استفادت منها 174 دولة. يعكس هذا الدعم حرص السعودية على الاستجابة للنداءات الإنسانية ومد يد العون للمحتاجين في جميع أنحاء العالم.
المملكة تواصل مساعيها لحل القضية الفلسطينية من خلال مبادرات بالتعاون مع النرويج والاتحاد الأوروبي. تتضمن هذه المبادرات إطلاق التحالف الدولي لتنفيذ حل الدولتين، وترأس المؤتمر الدولي بشأن التسوية السلمية للقضية.
مسار إنهاء الاحتلال
تهدف هذه الجهود إلى وضع مسار واضح لإنهاء الاحتلال وتحقيق السلام الدائم، وفقاً للأمير فيصل بن فرحان. وأشاد بالدول التي اعترفت بالدولة الفلسطينية، ودعا المجتمع الدولي لدعم الإصلاحات التي تقوم بها السلطة الفلسطينية.
شدد وزير الخارجية على أهمية الالتزام بمنظومة منع الانتشار النووي وحماية أمن الملاحة في البحر الأحمر وخليج عدن. كما أكد على ضرورة مكافحة الإرهاب وتجفيف منابعه، محذراً من مخاطر الاستخدامات العسكرية للذكاء الاصطناعي.
دعم الاستقرار الإقليمي
أشاد بالخطوات الإيجابية لسوريا نحو ترسيخ الأمن والاستقرار، وجدد حرص المملكة على استعادة أمن اليمن واستقراره. وأكد أن السعودية تعد أكبر المانحين لليمن، وتواصل دعم الاقتصاد اليمني وتخفيف المعاناة الإنسانية.
كما أكد حرص السعودية على استقرار السودان ووحدة أراضيه، مشدداً على أهمية استمرار الحوار عبر منبر جدة. وأعرب عن دعم المملكة لحل “ليبي – ليبي” في ليبيا، ووقوفها إلى جانب لبنان في جهود بسط سيادة الدولة.
رؤية 2030 والتنمية المستدامة
اختتم وزير الخارجية السعودي كلمته بالإشارة إلى المسار التنموي للمملكة تحت رؤية 2030. وأوضح أن الرؤية حققت أهدافاً مهمة في تمكين الشباب والمرأة، وتعزيز قيم التسامح، وتوسيع التعاون الدولي، وخفض البطالة.
ونوه بالمبادرات البيئية الرائدة للحد من آثار التغير المناخي مثل مبادرتي “السعودية الخضراء” و”الشرق الأوسط الأخضر”. وأشار إلى تأسيس “المنظمة العالمية للمياه” في الرياض، مؤكداً التزام السعودية بالتنمية المستدامة وحماية المناخ.