شهد “أسبوع الدفاع الافتتاحي” في إستونيا مناقشات حيوية حول التهديد المتزايد للطائرات المسيرة، حيث أبدى الرئيس التنفيذي لشركة Frankenburg، كوستي سالم، قلقه من أن الدفاعات الجوية التقليدية قد لا تكون فعالة بشكل كافٍ أمام هذه التحديات المتطورة.
دعوة لتطوير الدفاعات الجوية
وفي مؤتمر صحافي عُقد يوم الاثنين، أعرب سالم عن حاجة العالم الملحة إلى أنظمة الدفاع الجوي قصيرة المدى (SHORAD) خلال السنوات الخمس إلى العشر المقبلة. وأكد أن نجاح هذه الأنظمة سيتوقف على توفير حلول مأمونة وسعرها مناسب، وفقًا لما ذكره موقع Army Technology.
وأوضح سالم أن “الهدف هو إعادة تعريف اقتصاديات الدفاع الجوي، وهذا يفسر لماذا يجهد الروس في تصنيع الطائرات المسيرة”.
الأعداد المتزايدة للطائرات المسيرة
وفقًا للإحصائيات، أنتجت روسيا أكثر من 6 آلاف طائرة هجومية أحادية الاتجاه (OWA) في عام 2024، ومن المتوقع أن تزداد هذه الأعداد في العام الجاري، حيث قد تصل الإنتاجات إلى 700 طائرة مسيرة في اليوم. بينما تبلغ تكلفة صاروخ Stinger التقليدي حوالي نصف مليون دولار، تسعى شركة Frankenburg لتطوير صاروخ اعتراضي جديد يحمل اسم “MARK I” يمكن أن يمثل حلاً فعالاً بسعر يعادل عشر هذه التكلفة.
يتميز صاروخ MARK I، الذي يُعتبر الأصغر من نوعه في العالم، بقدرته على التصدي للطائرات المسيرة البطيئة والمنخفضة، إذ يُفجر الرأس الحربي على بُعد متر إلى مترين من الهدف ويعمل ضمن نطاق يصل إلى كيلومترين.
ورغم أن هذا المدى قد يبدو محدودًا، فإنّ التهديد في مسار الميدان الحقيقي، مثل أوكرانيا، لا يتجاوز عادة 150 كيلومترًا من خط المواجهة، مما يعزز من فعالية الصاروخ الجديد.
تصميم مرن لنظام الدفاع
من المتوقع أن يبدأ إنتاج MARK I على نطاق واسع، مع استهداف الوصول إلى 100 صاروخ يوميًا، رغم الطموحات بإطلاق ألف صاروخ في فترة زمنية قصيرة. يمتاز التصميم بمزايا القدرة على التركيب على منصات متنقلة أو ثابتة، مما يجعله ذا أهمية كبيرة للبنية التحتية الوطنية الحيوية في جميع أنحاء أوروبا.
تقدر شركة Frankenburg أن حوالي 550 صاروخًا سيكون كافيًا لحماية كل موقع من مواقع البنية التحتية لدول حلف الناتو في أوروبا ضد هجمات واسعة النطاق.
في حين تم إجراء 53 تجربة إطلاق نار، أظهر نصفها فقط دقة مقبولة، وهو ما يعكس التحديات المحتملة في التنفيذ.
التوسع في سوق الدفاع الأوروبي
استفادت شركة Frankenburg من السوق الصاروخي المتنامي في أوروبا، الذي يعتبره تقرير شركة Global Data بمثابة ثاني أكبر حصة في السوق بعد أمريكا الشمالية، ويتوقع له أن يقود ثورة في استخدام الصواريخ الاعتراضية ذات التكلفة المنخفضة.
تمتلك الشركة فريقًا من الخبراء، بما في ذلك أندرياس بابيرت، الذي ساهم في نظام IRIS-T SLM في أوكرانيا، وقد انضم إليهم مختص من شركة MBDA في المملكة المتحدة.
بينما يُركز مقر الشركة في إستونيا، تقوم أيضًا بتوسيع نطاقها في لاتفيا وليتوانيا. وتخطط الشركة للتوسع إلى الدنمارك وبولندا، مع وجود اهتمام أيضًا في ألمانيا.
الاستراتيجيات المستقبلية
رغم التحديات، تُعتبر المملكة المتحدة سوقًا استراتيجيًا حيويًا مع التزامات انتاجية، حيث افتتحت Frankenburg مكاتب جديدة في لندن، ما جلب إشادات واسعة من المسؤولين البريطانيين.
الجدير بالذكر أن سالم أكد أن صواريخ MARK I تُنتج حاليًا في اثنتين من الدول الأوروبية، مما يعكس التوجه نحو الاستجابة للتغييرات في ديناميكيات الدفاع الإماراتي.
يتوقع أن تُهيمن حلول صواريخ الدفاع الجوي على السوق، حتى مع تزايد استخدام الطائرات المسيرة للتصدي للتهديدات. خلال معرض DSEI 2025، أعلنت المملكة المتحدة عن خططها للتوسع في إنتاج الطائرات الاعتراضية لصالح أوكرانيا.
في الداخل، أضاف سالم أن تطوير الصواريخ يُعد تحديًا نظرًا لقلة الشركات القادرة على تصنيعها بكفاءة. يستند الحل الأمثل لتحديات الدفاع الجوي إلى مجموعة من الحلول المتنوعة، بما في ذلك الصواريخ والطائرات المسيرة والحرب الإلكترونية.
تسعى البلدان البلطيقية حاليًا لتتبع استراتيجية “جدار الطائرات المسيرة”، والتي تهدف إلى تعزيز قدرات الدفاع الجوية في المنطقة، بانتظار موافقات حكومية للتنفيذ.