العراق يستأنف ضخ النفط عبر خط جيهان بعد توقف طويل

جاء هذا التحرك عقب توقيع اتفاق ثلاثي بين وزارة النفط الاتحادية ووزارة الثروات الطبيعية في حكومة إقليم كردستان والشركات النفطية الأجنبية. وقد تم التوصل إلى هذه الصيغة بعد مفاوضات استغرقت 18 شهرًا، بتوجيه من رئيس الوزراء محمد شياع السوداني ومتابعة نائب رئيس الوزراء لشؤون الطاقة ووزير النفط حيان عبد الغني.

وأكدت شركة تسويق النفط الوطنية (سومو) أن عمليات الضخ إلى ميناء جيهان بدأت بسلاسة. وأشارت إلى أن الكميات المصدرة ستسوق بالسعر العالمي الرسمي، مع ضمان تسديد كلف الإنتاج والنقل للشركات بواقع 16 دولارًا لكل برميل.

تفاصيل الشراكة

وأوضح المدير العام لشركة تسويق النفط العراقية، علي نزار، أن شركة نفط الشمال ستقوم باستلام كميات النفط من الحقول ونقلها إلى خزانات ميناء جيهان، استعدادًا لتسويقها عالميًا حسب السعر الرسمي. كما سيتم تسديد كلف الإنتاج والنقل للشركات بشكل عينًا وليس نقدًا.

من جانبه، وصف رئيس حكومة إقليم كردستان، مسرور بارزاني، الاتفاق بأنه “تاريخي”، مؤكدًا أنه يعزز الاقتصاد الوطني ويعكس شراكة جديدة بين بغداد وأربيل. وبدوره، أشار ممثل العراق في أوبك إلى أن عودة خط جيهان ستدعم موقف العراق في السوق النفطية العالمية وتزيد من الإيرادات المالية.

دور الولايات المتحدة

وأكد بارزاني على أن الولايات المتحدة لعبت دورًا محوريًا عبر سفارتها في تذليل العقبات الدبلوماسية لضمان استمرارية تصدير نفط كردستان بشكل منتظم. وأشار إلى أن هذه الاتفاقية ستساهم أيضًا في جذب استثمارات أجنبية جديدة في قطاع الطاقة وتحسين البيئة الاستثمارية.

كما أشار وكيل وزارة النفط لشؤون الاستخراج، باسم محمد خضير، إلى أن الاتفاق الثلاثي أنهى فترة طويلة من المفاوضات بين الحكومة العراقية وحكومة الإقليم والشركات. وأكد أن العراق سيبدأ بمرحلة أولى بمدى إمدادات 190 ألف برميل يوميًا، مع إمكانية رفع الإنتاج مستقبلًا إلى 400 ألف برميل يوميًا وفق قانون الموازنة الاتحادية المعتمد من البرلمان العراقي.

تاريخ خط الأنابيب

يُذكر أن خط الأنابيب الذي ينقل النفط من كردستان إلى تركيا دخل الخدمة عام 1976، وكان يغطّي نحو 0.5% من العرض العالمي للنفط. في عام 2010، تم تمديد اتفاقية تشغيله لمدة 15 عامًا، لكن عمليات التصدير توقف فعليًا عام 2023 بعد فوز العراق بقضية أمام محكمة التحكيم الدولية بسبب اتهام بغداد لأنقرة بانتهاك الاتفاق والسماح لإقليم كردستان بتصدير النفط إلى جيهان دون موافقتها على مدار سنوات عديدة.