نيويورك: تزايد الغضب الدولي تجاه سياسات إسرائيل في غزة تجسد في الجمعية العامة للأمم المتحدة، حيث شهد خطاب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو انسحاب العشرات من الدبلوماسيين، بالتزامن مع احتجاجات حاشدة خارج مقر المنظمة الدولية.
مقاطعة خطاب نتنياهو
في خطوة غير مسبوقة، قاطع العشرات من ممثلي الدول خطاب نتنياهو في الجمعية العامة، تعبيراً عن رفضهم لاستمرار العمليات العسكرية في قطاع غزة.
وبحسب تقارير إعلامية، سُمعت أصوات احتجاج داخل القاعة أثناء إلقاء نتنياهو كلمته، بينما بقي الوفد الأميركي في مكانه، وأبدت بعض الوفود الأخرى ترحيباً في بداية الخطاب.
وسائل بصرية ورسائل مُرمّزة
استعرض نتنياهو خلال خطابه خريطة بعنوان “اللعنة”، وارتدى ملصقاً برمز الاستجابة السريعة (QR) يحيل إلى موقع يوثق أحداث 7 أكتوبر 2023.
مظاهرات حاشدة في نيويورك
تزامنت كلمة نتنياهو مع مظاهرات حاشدة أمام مقر الأمم المتحدة، حيث رفع المتظاهرون الأعلام الفلسطينية ولافتات تدعو إلى وقف الدعم الأميركي لإسرائيل.
كما صدحت هتافات تطالب بإنهاء الحرب، وسط أجواء متوترة بين مؤيدين للفلسطينيين وآخرين لإسرائيل، الذين رفعوا الأعلام الإسرائيلية في المكان ذاته.
احتجاجات إسرائيلية ضد نتنياهو
شهدت نيويورك أيضاً مظاهرات نظمها نشطاء إسرائيليون مقيمون في الولايات المتحدة، أمام فندق إقامة نتنياهو، رافعين لافتات تنتقد سياساته وتطالب بإنهاء الحرب.
وتأتي هذه التحركات في سياق معارضة داخلية لحكومة نتنياهو، تفاقمت منذ التعديلات القضائية المثيرة للجدل في عام 2023.
حملة إسرائيلية مضادة
أطلقت الحكومة الإسرائيلية حملة دعائية واسعة في شوارع نيويورك، رداً على الانتقادات الدولية المتزايدة.
وتضمنت الحملة نشر لوحات إعلانية ضخمة تحمل عبارة “تذكروا 7 أكتوبر”، مع رموز QR تقود إلى موقع يوثق “فظائع حماس” في ذلك اليوم.
ردود فعل معارضة للحملة
استخدم ناشطون مناهضون لإسرائيل بعض المساحات الإعلانية نفسها لنشر رسائل معارضة، في محاولة للرد على الرواية الرسمية الإسرائيلية.
تحديات دبلوماسية متزايدة
يواجه نتنياهو تحديات دبلوماسية متزايدة، مع اعتراف دول مثل أستراليا وكندا وفرنسا والمملكة المتحدة بدولة فلسطينية مستقلة.
كما ناقش الاتحاد الأوروبي فرض عقوبات على إسرائيل، وأصدرت المحكمة الجنائية الدولية مذكرة توقيف بحق نتنياهو بتهمة ارتكاب جرائم ضد الإنسانية.
موقف الرئيس ترمب
على الرغم من الدعم الأميركي لإسرائيل، ألمح الرئيس دونالد ترمب إلى رفضه أي مساعٍ لضم الضفة الغربية، محذراً من تجاوز الخطوط الحمراء.
كلمة الرئيس عباس
سبق خطاب نتنياهو كلمة للرئيس الفلسطيني محمود عباس عبر الفيديو، بعد رفض السلطات الأميركية منحه تأشيرة دخول.
ورحب عباس باعترافات الدول بالدولة الفلسطينية، لكنه دعا المجتمع الدولي إلى اتخاذ خطوات عملية لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي.
الأزمة الإنسانية في غزة
تأتي هذه التطورات في وقت تشير فيه إحصائيات وزارة الصحة في غزة إلى مقتل أكثر من 65 ألف فلسطيني وتشريد 90% من السكان، وسط أزمة إنسانية متفاقمة.
وبينما تتواصل المطالبات بوقف فوري لإطلاق النار، يصر نتنياهو على “إنهاء المهمة” ضد “حماس”، مؤكداً استمرار العمليات العسكرية في غزة.