الجمعة 26 سبتمبر 2025
spot_img

الصين تطلق تأشيرة جديدة لجذب المواهب العالمية

spot_img

في خطوة تهدف إلى تعزيز مكانتها التكنولوجية، تطلق الصين نوعًا جديدًا من التأشيرات في الأول من أكتوبر، يستهدف استقطاب خريجي الجامعات المرموقة في مجالات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات (STEM)، في ظل سعي الولايات المتحدة لتقييد دخول العمالة الأجنبية الماهرة.

تأشيرة K: نافذة جديدة

تهدف “تأشيرة K” إلى تسهيل دخول الكفاءات العلمية إلى الصين للدراسة أو ممارسة الأعمال، في إطار تنافس دولي متزايد على الهيمنة التكنولوجية.

يأتي هذا الإعلان بعد أسابيع قليلة من قرار إدارة الرئيس ترامب فرض رسوم باهظة على تأشيرات “H-1B” المخصصة للعمالة الماهرة، ما يفتح الباب أمام الصين لاستقطاب الكفاءات التي قد تجد صعوبة في الحصول على فرص عمل في الولايات المتحدة.

استقطاب المواهب العلمية

بينما قلصت واشنطن التمويل الفيدرالي للأبحاث، ضخت بكين استثمارات ضخمة في البحث والتطوير، وتمكنت من جذب بعض العلماء البارزين من الولايات المتحدة.

لا تزال تفاصيل “تأشيرة K” غير واضحة، بما في ذلك معايير الأهلية والشروط المتعلقة بتولي الوظائف الرسمية، إلا أن هذه الخطوة تعزز صورة الصين كدولة منفتحة على العالم.

الصين المنفتحة عالميًا

يقول جورج تشين، الشريك في “ذي آسيا غروب”، إن مناخ “أميركا أولاً” في وادي السيليكون قد يدفع العاملين في مجال التكنولوجيا من دول أخرى إلى التفكير في الصين كوجهة بديلة.

تاريخياً، اعتمدت شركات التكنولوجيا والجامعات الصينية على المواهب المحلية، بفضل التركيز على تعليم العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات (STEM)، ما جعلها أكبر منتج لخريجي هذه التخصصات في العالم.

تحديات واستراتيجيات

لا تزال الصين متأخرة عن الولايات المتحدة في مجالات حيوية مثل أشباه الموصلات والتكنولوجيا الحيوية، وتسعى إلى جذب المواهب الأجنبية للمساعدة في سد هذه الفجوة.

سعت الحكومة الصينية في السنوات الأخيرة لتبسيط إجراءات التأشيرة، وتقديم حوافز للعلماء، وتقليل البيروقراطية، وتمنح “تأشيرة K” فترات إقامة أطول وإمكانية الدخول المتعدد دون الحاجة لخطاب دعوة من شركة.

مزايا التأشيرة الجديدة

ويرى أنغوس تشين، خبير التوظيف في شركات التكنولوجيا، أن التأشيرة الجديدة ستفيد الشركات الناشئة والطلاب الأجانب الذين يسعون للعمل بعد التخرج، وتسهل على الشركات التقنية الكبرى استقدام مستشارين أجانب.

يضيف تشين من “ذي آسيا غروب” أن الاهتمام بالعمل في الصين سيزداد مع تعاظم نفوذ شركات التكنولوجيا الصينية وقوتها المالية.

عوائق محتملة

تواجه الصين عوائق كبيرة في جذب أعداد كبيرة من المواهب الأجنبية، مثل الحواجز اللغوية والثقافية والسياسية، بالإضافة إلى صعوبة الحصول على الإقامة الدائمة.

يشير دان وانغ، المحلل التكنولوجي في جامعة ستانفورد، إلى أن الصين تسعى وراء الخبرات الأجنبية بشروطها الخاصة، وتركز على الأفراد “المنتجين اقتصاديًا”، كما أن الأجانب فوق سن الستين قد يواجهون صعوبة في الحفاظ على إقامتهم.

تأشيرة H-1B البديلة؟

من غير المرجح أن تحل “تأشيرة K” محل “تأشيرة H-1B” الأميركية، إذ أن غالبية حاملي الأخيرة هم من الهنود، في حين أن العلاقات بين الصين والهند متوترة.

يرى محللون هنود أن تسهيل إجراءات التأشيرة لن يكون كافياً لإقناع الهنود باستبدال الولايات المتحدة بالصين، لأنهم يبحثون عن “أسلوب حياة كامل”، ويرغبون في العمل والعيش والحصول على الجنسية الأميركية.

الاعتماد على الذات

بينما تروج وسائل الإعلام الصينية الرسمية لـ “تأشيرة K” كدليل على انفتاح الصين، يؤكد الرئيس شي جينبينغ على أهمية الاعتماد على الذات لحماية البلاد من الاضطرابات الجيوسياسية والقوى الأجنبية.

يختتم تشين من “ذي آسيا غروب” بالقول: “لا تنخدعوا بـ (تأشيرة K)، فالهدف منها هو استخدام الخبراء الأجانب لدفع أجندة الصين الخاصة، والتي تتعلق في النهاية بالاعتماد على الذات”.

اقرأ أيضا

اخترنا لك