الجمعة 26 سبتمبر 2025
spot_img

عودة السفينة الروسية ‘يانتار’ تثير قلق أوروبا

spot_img

عودة الناقلة الروسية “يانتار” للنشاط البحري في أوروبا

كشف تقرير لصحيفة “فاينانشيال تايمز” البريطانية، أن السفينة الاستخباراتية الروسية “يانتار” قد عادت لاستئناف مهامها البحرية الطويلة في المياه الأوروبية، بعد فترة من الانخفاض عقب الغزو الروسي لأوكرانيا في عام 2022، ما أثار قلقاً متزايداً بين مسؤولي الأمن والدفاع الأوروبيين.

كما أوردت الصحيفة أن “يانتار” غادرت خليجاً معزولاً في شبه جزيرة كولا الروسية في نوفمبر 2024، في رحلة استغرقت ثلاثة أشهر، حيث مرت عبر السواحل النرويجية والقناة الإنجليزية، ثم انتقلت إلى بحر إيرلندا قبل أن تعود جنوباً إلى البحر الأبيض المتوسط، متجهةً نحو قناة السويس.

مهمة استطلاعية متقدمة

لم تكن هذه الرحلة مجرد استجمام على السواحل الأطلسية، بل كانت “يانتار” تُنفذ مهمة استطلاعية تستهدف رسم خرائط واعتراض الكابلات البحرية الحيوية التي يعتمد عليها حلف شمال الأطلسي (الناتو) في الإنترنت والطاقة والاتصالات العسكرية.

ونقل التقرير عن مسؤول رفيع في الناتو قوله: “تستخدم روسيا “يانتار” لإبقاء قواتنا في حالة تأهب دائم”. وأضاف: “هي تراقب مسارات الكابلات وخطوط الأنابيب وتتوقف عند نقاط معينة، ونحن نتعقب تحركاتها عن كثب”.

بيانات الرادار تعزز التحليل

استندت الصحيفة إلى مقابلات مع أكثر من 10 ضباط بحريين حاليين وسابقين من دول الناتو، بالإضافة إلى محللين مستقلين، لتقديم معلومات جديدة حول عمليات “يانتار” السرية.

باستخدام بيانات الرادار من أقمار وكالة الفضاء الأوروبية، رصدت الصحيفة السفينة تحديدا فوق كابلات بحرية حساسة في بحر إيرلندا في نوفمبر، حيث كانت تعمد لمحاولة تخفي نشاطاتها.

اجراءات سرية وتطورات حديثة

كذلك، تم مراقبة السفينة وهي تحلق فوق كابلات تربط النرويج بأرخبيل سفالبارد، ما يعكس الاهتمام الروسي المتزايد في هذه المنطقة الاستراتيجية.

بينما كانت قدرات “يانتار” تجسسية تتراجع عقب التصعيد الروسي، إلا أنها عادت في الآونة الأخيرة لتبرز قوتها مرة أخرى. تسلط الصحيفة الضوء على “المديرية الروسية لأبحاث أعماق البحار” (GUGI) كالوحدة المسؤولة عن أنشطة السفينة.

أسطول GUGI وميزات التجهيزات

يتضمن أسطول GUGI غواصات قادرة على الغوص لعمق 6 آلاف متر، بالإضافة إلى سفن سطحية كـ “يانتار”، الأقل تكلفة في التشغيل. وتعمل هذه الوحدة بشكل مستقل تمامًا عن بقية القوات المسلحة الروسية.

وقامت GUGI بتعزيز إجراءاتها الأمنية، بما في ذلك استخدام أرصفة عائمة لإخفاء الغواصات عن الأقمار الاصطناعية، وتعزيز الدفاعات حول قاعدة أولينيا جوبا.

التجسس على البنى التحتية البريطانية

أثارت تحركات “يانتار” انتقادات علنية من وزير الدفاع البريطاني، الذي وصف وجود السفينة قرب البنى التحتية البحرية الحساسة بأنه علامة على تصاعد العدوان الروسي.

تظهر التقييمات العسكرية أن “يانتار” كانت واحدة من عدة سفن روسية تجمعت في المياه البريطانية خلال عمليات مراقبة دامت 13 شهراً.

أهمية الكابلات تحت الماء

تدرك الدول الغربية أهمية حماية الكابلات البحرية، حيث تمر 99% من الاتصالات الرقمية في بريطانيا عبر كابلات الألياف الضوئية البحرية.

ووفقاً للتقارير، يمكن لـ “يانتار” إسقاط مركبات غاطسة مزودة بأذرع ميكانيكية قادرة على التنصت على الكابلات، ما يشكل تهديداً محتملاً للبنى التحتية.

إيرلندا وتحذيرات من التخريب

تُعتبر إيرلندا، غير العضوة في الناتو، عرضة لأعمال التخريب الروسية، وفقاً للصحيفة، حيث إن “يانتار” لديها تاريخ سابق في استهداف كابلات بحرية قرب ساحل إيرلندا.

وأضاف وزير الدفاع البريطاني أن الأنشطة المتعلقة بـ “يانتار” غير مقبولة، مشيراً إلى ضرورة اتخاذ إجراءات لحماية البنية التحتية.

التحديات الأمنية والتعاون الدولي

تتأرجح المسؤولية عن حماية الكابلات بين الوزارات البريطانية، مما يعيق استجابة فعالة. بينما تسعى إيرلندا لتعزيز أمنها عبر استثمارات جديدة، تعمل بريطانيا على توحيد استجابتها للأمور البحرية.

في ختام التقرير، ترى وزارة الدفاع البريطانية أن التهديدات الأمنية البحرية التي تمثلها روسيا تتطلب تطبيق تقنيات جديدة للتصدي للمخاطر.

اقرأ أيضا

اخترنا لك