الجمعة 26 سبتمبر 2025
spot_img

«حزب الله» يتحدى الدولة بإضاءة الروشة بصورتي نصر الله

spot_img

في خطوة تحدٍّ للقرارات الرسمية، قام حزب الله برفع صور أمينيه العامين السابقين، حسن نصر الله وهاشم صفي الدين، على صخرة الروشة في بيروت، متجاوزًا بذلك التسوية التي تم التوصل إليها سابقًا، والتي كانت تقضي باقتصار الاحتفال على التجمع فقط.

رفض شعبي وسياسي

أثار إعلان حزب الله عن نيته إضاءة صخرة الروشة بصورتي نصر الله وصفي الدين الأسبوع الماضي، ردود فعل غاضبة في الأوساط اللبنانية، واعتبر نواب من العاصمة بيروت هذه الخطوة بمثابة استفزاز، مؤكدين أن الصخرة معلم أثري لا يجب استغلاله في المناسبات السياسية أو الحزبية.

بعد الإعلان عن هذه الخطوة دون الحصول على موافقة مسبقة من محافظة بيروت، أصدر رئيس الحكومة نواف سلام تعميمًا يلزم الإدارات والمؤسسات العامة والبلديات بتطبيق القوانين المتعلقة باستخدام الأملاك العامة والأماكن الأثرية، وشدد على ضرورة الحصول على التراخيص اللازمة قبل أي استخدام.

تراجع ثم تحدٍ

أشارت المعلومات الأولية إلى تراجع حزب الله عن إضاءة الصخرة بالصور، بعد الحصول على ترخيص من محافظة بيروت لإقامة تجمع محدود في منطقة الروشة، مع منع إضاءة الصخرة، لكن سرعان ما تراجعت هذه التسوية.

إصرار على الإضاءة

أثار نبأ التراجع غضبًا في صفوف جمهور حزب الله، مما انعكس على وسائل التواصل الاجتماعي، وبدأت وسائل الإعلام المقربة من الحزب بالإشارة إلى أن الحزب لا يزال مصراً على إضاءة الصخرة، قبل أن يعود ويؤكد ذلك في بيان رسمي.

وقد شهدت المنطقة حالة من التوتر خشية وقوع مواجهات بين المشاركين في الفعالية والقوى الأمنية، كما انتشرت مقاطع فيديو لمواكب سيارات تحمل صور نصر الله وصفي الدين وأعلام حزب الله قادمة من مناطق البقاع والجنوب للمشاركة في الاحتفال.

استعراض بحري وهتافات

قبل بدء الاحتفال، جرى استعراض للزوارق في البحر حاملة أعلام حزب الله، كما شارك في الفعالية وفيق صفا، مسؤول وحدة الارتباط والتنسيق في الحزب، وسط هتافات “لبيك نصر الله”.

وفي تمام الساعة السابعة إلا خمس دقائق، أضيئت صخرة الروشة بالعلم اللبناني، ثم بصورة حسن نصر الله، وسط هتافات “لبيك نصر الله… شيعة شيعة… لبيك قاسم”.

انتقادات سياسية للتصرف

أعربت مصادر سياسية عن استغرابها من “الانقلاب على الاتفاق والتسوية” التي تم التوصل إليها عبر اتصالات مكثفة بين المسؤولين، وعلى رأسهم رئيس البرلمان نبيه بري ورئيس الحكومة نواف سلام، مشيرة إلى أن الاتصالات لم تتوقف طوال النهار في محاولة لتمرير الفعالية بهدوء.

فعاليات ممتدة

وكان حزب الله قد أعلن عن إحياء الذكرى السنوية لأمينيه العامين بفعاليات شعبية وسياسية تمتد من 25 سبتمبر الجاري حتى 12 أكتوبر المقبل، على أن تتضمن إضاءة صخرة الروشة بصورتي نصر الله وصفي الدين في اليوم الأول، وإقامة احتفال رسمي ومركزي في 27 سبتمبر، مع كلمة للأمين العام للحزب نعيم قاسم.

انقسام وآراء متباينة

انتشرت صور نصر الله وصفي الدين وقاسم في شوارع الضاحية الجنوبية لبيروت، بالإضافة إلى صور قادة آخرين وشعارات “تؤكد استمرار المقاومة”.

حظي موقف رئيس الحكومة سلام بدعم واسع، خاصة من معارضي حزب الله، الذين أكدوا على ضرورة فرض الدولة سلطتها.

دعوات إلى الدولة

عبّر النائب وضاح الصادق عن رأيه على منصة “إكس” قائلًا: “عندما تنتقل السردية من إزالة دولة إسرائيل إلى وضع صورة على صخرة الروشة، يكون الحزب في مأزق قيادي وسياسي وعليه إعادة حساباته”، داعيًا إلى التسليم بمنطق الدولة والعودة إلى لبنان لبنائه.

في السياق ذاته، كتب النائب فادي كرم: “التعايش بين القانون واللا قانون مستحيل”، مؤكدًا على ضرورة حسم الدولة لأمرها.

أما النائب السابق فارس سعيد، فقد توجه إلى رئيس البرلمان نبيه بري بالقول: “أنت مسؤول عن انتقال الشيعة من الحزب إلى الدولة”.

اقرأ أيضا

اخترنا لك