مسيّرات تحلق فوق مطارات دنماركية تثير حالة استنفار أمني وتساؤلات حول دوافعها وهوية الجهة المنظمة. السلطات الدنماركية تصف الحادث بـ”الهجوم الهجين” وتتهم “جهة محترفة” بالوقوف وراءه، ما أثار قلقاً واسعاً في البلاد.
تحقيقات مكثفة
رُصدت المسيّرات فوق مطارات ألبورغ وإيسبيرغ وسوندربورغ وقاعدة سكريدستروب، قبل أن تغادر المواقع المستهدفة. الشرطة الدنماركية أعلنت أنها تتعاون مع جهاز الاستخبارات والقوات المسلحة لكشف ملابسات الخرق وتحديد هوية مشغلي المسيّرات.
وزير الدفاع الدنماركي، ترويلس لوند بولسن، أكد أن تحليق المسيّرات عملية ممنهجة تقف خلفها جهة محترفة. وأضاف أن هذه العملية تدخل في إطار “هجوم مركب” يستهدف إشاعة الخوف وزعزعة الاستقرار.
إجراءات أمنية مشددة
السلطات الأمنية الدنماركية أعلنت عزمها تعزيز قدرات رصد الطائرات المسيّرة وإسقاطها، مع التأكيد على عدم وجود تهديد عسكري مباشر للبلاد. الشرطة ذكرت أن تحليق المسيّرات أدى إلى إغلاق مطار ألبورغ مؤقتاً.
وفي سياق متصل، ألقت الشرطة النرويجية القبض على شخص أجنبي يشغل طائرة مسيّرة بالقرب من مطار أوسلو. السلطات تحقق في دوافع الرجل وملابسات الحادث.
تداعيات إقليمية
تأتي هذه الحوادث بعد سلسلة خروقات مماثلة في بولندا ورومانيا، وانتهاك مقاتلات روسية للمجال الجوي الإستوني. هذه التطورات تزيد من حدة التوتر في المنطقة، خاصة في ظل الغزو الروسي المستمر لأوكرانيا.
وزير العدل الدنماركي، بيتر هوملغارد، أعلن أن بلاده ستستحوذ على قدرات جديدة لـ”رصد” و”تحييد” المسيّرات. وأكد أن كوبنهاغن لا تستبعد أي جهة محتملة تقف وراء هذه الهجمات.
روسيا تنفي
رئيسة الوزراء الدنماركية، ميته فريدريكسن، وصفت تحليق المسيّرات فوق مطار كوبنهاغن بأنه “الهجوم الأخطر” على البنى التحتية الحيوية في البلاد. وأشارت إلى أن هذا الهجوم يتماشى مع نمط الهجمات المتزايدة بالمسيّرات وعمليات القرصنة التي تستهدف مطارات أوروبية.
في المقابل، نفت موسكو أي ضلوع لها في الحادث. ورفضت الاتهامات الموجهة إليها من قبل حكومات بولندا وإستونيا ورومانيا بشأن تحليق مسيرات أو انتهاك طائرات مقاتلة المجال الجوي لتلك الدول.
الناتو يتدخل
الأمين العام لحلف شمال الأطلسي “الناتو”، مارك روته، أكد أن الحلف يتعامل بـ”جدية بالغة” مع تحليق الطائرات المسيّرة فوق مطارات الدنمارك. وأضاف أن “الناتو” يسعى إلى ضمان حماية البنى التحتية الحيوية.
السفارة الروسية في كوبنهاغن وصفت الحوادث بأنها “استفزاز مدبر”، ورفضت بشدة التكهنات حول ضلوع موسكو فيها.
مخاوف شعبية
حوادث المسيّرات أثارت قلقاً لدى بعض المواطنين الدنماركيين. بينما يرى آخرون أن الأمر لا يتعدى كونه محاولة “لاختبار حدود أوروبا” من قبل روسيا.
وزير الدفاع الألماني، بوريس بيستوريوس، وصف الوضع بأنه “واقع جديد علينا التعامل معه”. وأضاف أن بلاده تتعرض لهجمات هجينة، عبر حملات التضليل واختراق الطائرات المسيّرة.