احتفلت محافظة الأقصر، جنوبي مصر، يوم السبت، بظاهرة فلكية ومعمارية فريدة تتمثل في تعامد قرص الشمس على مقصورة الإله آمون رع في المعابد المصرية القديمة.
يحدث تعامد قرص الشمس سنويًا في هذا الوقت بالتزامن مع بدء فصل الشتاء، حيث يتجه نحو قدس الأقداس في معابد الكرنك.
وأكدت محافظة الأقصر أن هذه الظاهرة تُعد “أحد أهم الأحداث الفلكية في مصر والعالم”، إذ تعكس عبقرية المهندسين المصريين القدماء في تصميم معبد آمون رع، وذلك إشارة إلى بداية الانتقال الشتوي رسميًا.
تاريخ وإبداع معماري فريد
يُعتبر معبد آمون رع واحدًا من أكبر معابد الكرنك، حيث أبدع المصريون القدماء في تصميمه ليكون على محور شمسي، مما يعكس تفوقهم الفلكي والهندسي والتاريخي في أرض الأقصر.
وتقوم المحافظة بتنظيم احتفالات سنوية تزامنًا مع هذا الحدث، تتضمن عروضًا فنية وترفيهية إضافة إلى عروض الصوت والضوء التي تروي تاريخ التعامد على مقصورة قدس الأقداس.
فهم المصريين القدماء للحركة الشمسية
تستمر ظاهرة تعامد الشمس على المقصورة لمدة نصف ساعة تقريبًا بعد شروق الشمس. وفي هذا السياق، قال الدكتور أحمد عامر، الخبير الأثري، في تصريحات تلفزيونية، إن المصريين القدماء كانوا واعين تمامًا لحركة الشمس، مؤكدًا أن هذه الظاهرة كانت محورية في تحديد مواعيد الزراعة.
وأضاف عامر أن المصريين القدماء كانوا يحرصون على بناء المعابد بحيث تتماشى مع الشمس، لتوثيق هذه الظواهر الفلكية الهامة، مما يعكس مدى دقتهم وفهمهم للظواهر الطبيعية.