في تحول لافت، أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن دعمه الكامل لاستعادة أوكرانيا لجميع أراضيها المحتلة، مشيراً إلى أن الوقت الحالي هو الأمثل لتحقيق ذلك، في ظل الصعوبات الاقتصادية التي تواجهها روسيا.
تحول مفاجئ في الموقف
يأتي هذا التصريح مغايراً لمواقف سابقة اقترح فيها ترامب تنازل أوكرانيا عن بعض الأراضي لتحقيق السلام، ووسط تقارير عن توترات سابقة مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي.
العلاقات بين إدارة ترامب وأوكرانيا شهدت تحسناً ملحوظاً، مع تزايد انتقادات ترامب للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ووصف وعوده بإنهاء الصراع في أوكرانيا بأنها “بلا معنى”.
انتقادات متزايدة لبوتين
في شهر يوليو الماضي، صرح ترامب قائلاً: “لست راضياً عن بوتين، لأنه يقتل الكثير من الناس”، ما يعكس تحولاً في لهجة الرئيس الأميركي تجاه نظيره الروسي.
التقى ترامب وزيلينسكي في البيت الأبيض الشهر الماضي، في لقاء وصف بالودي، حيث أعرب الرئيس الأوكراني عن شكره لترامب على استضافته وجهوده لإنهاء الحرب.
“روسيا في مأزق اقتصادي”
عقب اللقاء، كتب ترامب على منصة “تروث سوشيال”: “بوتين وروسيا في مأزق اقتصادي كبير، وهذا هو الوقت المناسب لأوكرانيا للتحرك”.
وأضاف: “أعتقد أن أوكرانيا، بدعم من الاتحاد الأوروبي، في وضع يسمح لها بالقتال واستعادة كامل أراضيها”، واصفاً روسيا بأنها “نمر من ورق”.
ردود الفعل على التصريحات
أعرب زيلينسكي عن تفاجئه بتصريحات ترامب، ووصف اللقاء بينهما بأنه كان “جيداً وبناءً”.
وتتعارض هذه التصريحات مع الاستقبال الحافل الذي حظي به بوتين خلال قمة ألاسكا الشهر الماضي، والتي جاءت في إطار مساعي ترامب لإنهاء الحرب.
أسباب تغير الموقف
تشير شبكة “سكاي نيوز” البريطانية إلى أن الأسباب وراء هذا التحول قد تعود إلى الواقع العسكري والاقتصادي على الأرض، حيث تدفع روسيا ثمناً باهظاً للحرب.
كما أن ضغوط الحلفاء الأوروبيين الذين حثوا ترامب على توخي الحذر في التعامل مع بوتين قد لعبت دوراً في هذا التغيير.
السياسة الداخلية
قد يكون للسياسة الداخلية أيضاً دور في هذا التحول، حيث يواجه ترامب تدقيقاً من الحزبين الديمقراطي والجمهوري بسبب نهجه “اللين” تجاه روسيا.
اتخاذ موقف أكثر صرامة قد يعزز دعم الجمهوريين له ويجذب أولئك الذين يرون في الدفاع عن أوكرانيا اختباراً لمصداقيته.
“صبر استثنائي”
من جهته، صرح وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو بأن تأخر روسيا في دفع عملية السلام هو ما دفع ترامب إلى إعادة النظر في موقفه.
ونقلت “وكالة الأنباء الألمانية” عن روبيو قوله إن ترامب أظهر “صبراً استثنائياً” على أمل تحقيق اختراق دبلوماسي.
تحذيرات من التصعيد
حذر روبيو من احتمال فرض عقوبات اقتصادية على موسكو، مؤكداً أن واشنطن يمكنها الاستمرار في تزويد كييف بالأسلحة.
كما صرح ترامب بأن دول حلف “الناتو” عليها أن تُسقط الطائرات الروسية التي تنتهك مجالها الجوي.