الأربعاء 24 سبتمبر 2025
spot_img

حلفاء أميركا يعترفون بفلسطين.. اختبار لسياسة ترمب بالشرق الأوسط

spot_img

في تطور لافت يعكس تنامي الخلافات الدولية حول الحرب في غزة، تبنّت دول حليفة للولايات المتحدة موقفاً مغايراً لسياسة الرئيس ترمب في الشرق الأوسط، معترفةً بدولة فلسطين في خطوة أثارت تساؤلات حول مستقبل الدور الأميركي في المنطقة.

تزايد الإنتقادات

يأتي هذا الاعتراف في ظل تصاعد حدة العمليات العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة، والانتقادات الدولية المتزايدة للأزمة الإنسانية المتفاقمة.

يواجه الرئيس ترمب ضغوطاً متزايدة لإنهاء الصراع بين إسرائيل وحركة “حماس”، بعد أن وعد بتحقيق ذلك في بداية ولايته الثانية.

ضربة قطر المفاجئة

فاجأ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الرئيس ترمب بضربة استهدفت قيادات حركة “حماس” في قطر، مما أجهض مساعي إدارة ترمب للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن.

أعقب ذلك هجوم بري إسرائيلي على غزة لم تعترض عليه الولايات المتحدة، الأمر الذي أثار استياءً دولياً واسعاً.

اعتراف بفلسطين

في تحدٍ لتحذيرات ترمب، أعلنت دول مثل بريطانيا وفرنسا وكندا وأستراليا اعترافها بدولة فلسطين، قبيل وأثناء اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، في تحول دبلوماسي كبير.

يرى مراقبون أن هذه الخطوة تمثل اختباراً حقيقياً لسياسة ترمب في الشرق الأوسط، وتعكس الإحباط المتزايد من الدور الأميركي في المنطقة.

تأثير محدود

يؤكد براين كاتوليس، وهو زميل بمعهد الشرق الأوسط للأبحاث، أن ترمب لم يحقق تقدماً كبيراً في المنطقة، وأن الأمور أصبحت أسوأ مما كانت عليه عندما تولى منصبه.

مع استمرار الصراع وتلاشي فرص السلام، تتزايد الشكوك حول قدرة ترمب على تحقيق الاستقرار في المنطقة، رغم تصريحاته المتكررة بأنه صانع سلام بارع.

دعوة ماكرون

دعا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ترمب إلى وقف الحرب في غزة إذا كان يرغب في الفوز بجائزة نوبل للسلام، مشيراً إلى أن الولايات المتحدة هي المزود الرئيسي للأسلحة المستخدمة في هذا الصراع.

يرى محللون أن عدم رغبة ترمب في استخدام نفوذ واشنطن للتأثير على نتنياهو يعكس إدراكه لتعقيد الصراع أو قبوله بتصرفات نتنياهو وفقاً لمصالحه.

تركيز ترمب

يتكهن البعض بأن ترمب ربما يكون منشغلاً بقضايا داخلية، مثل مقتل حليفه تشارلي كيرك وفضيحة جيفري إبستين، إضافة إلى نشر قوات الحرس الوطني في مدن يقودها الديمقراطيون.

على الرغم من ذلك، التقى ترمب بزعماء من السعودية والإمارات وقطر ومصر والأردن وتركيا وإندونيسيا وباكستان على هامش اجتماعات الأمم المتحدة.

مقترحات أمريكية

توقع موقع “أكسيوس” أن يعرض ترمب مقترحات أميركية للحكم في مرحلة ما بعد الحرب في غزة دون مشاركة “حماس”، وأن يدفع الدول العربية والإسلامية للموافقة على الإسهام بقوات عسكرية لتوفير الأمن.

أكد ترمب في خطابه بالأمم المتحدة أنه غير مستعد للتراجع عن دعمه القوي لإسرائيل أو التأثر بتأييد الدول الأخرى لإقامة دولة فلسطينية، معتبراً أن ذلك سيؤدي إلى استمرار الصراع.

رسالة واضحة

أصرت فرنسا وبريطانيا وكندا وأستراليا على أن الاعتراف بدولة فلسطينية سيساعد في الحفاظ على فرص حل الدولتين وإنهاء حرب غزة.

يرى محللون أن موقف هذه الدول يمثل رسالة واضحة لترمب، مفادها أن هناك حاجة إلى تغيير في السياسة الأميركية تجاه الصراع الفلسطيني الإسرائيلي.

كلمة السر

تقول لورا بلومنفيلد، الخبيرة في شؤون الشرق الأوسط، إن ترمب يمكنه إنهاء الحرب بكلمة واحدة لنتنياهو، وهي “كفى”، نظراً للدعم العسكري والدبلوماسي الذي تقدمه الولايات المتحدة لإسرائيل.

لم يعط ترمب أي إشارة إلى أنه سيستخدم هذه الضغوط، وحتى بعد قصف إسرائيل مكتباً لـ”حماس” في قطر، لم يتخذ أي إجراء ملموس.

موافقة مجلس الأمن

على الرغم من اعتراف العديد من الدول باستقلال فلسطين، فإن العضوية الكاملة في الأمم المتحدة تتطلب موافقة مجلس الأمن، حيث تتمتع الولايات المتحدة بحق النقض (الفيتو).

من المقرر أن يزور نتنياهو البيت الأبيض يوم الاثنين المقبل، للمرة الرابعة منذ عودة ترمب إلى منصبه، وسط ترقب لما ستسفر عنه هذه الزيارة من تطورات في الملف الفلسطيني الإسرائيلي.

اقرأ أيضا

اخترنا لك