الجمعة 3 أكتوبر 2025
spot_img

مصر تعزز وجودها العسكري وتقوض معاهدة السلام مع إسرائيل

spot_img

ذكرت صحيفة “يديعوت أحرونوت” الإسرائيلية أن مصر تستعد لتقويض الملحق الأمني لمعاهدة السلام الموقعة مع إسرائيل في عام 1979، وهو ما يثير القلق بشأن استقرار المنطقة.

الموقف المصري الجديد

أفادت الصحيفة أن هذا التوجه المصري يتجلى عبر فرض وقائع جديدة في شبه جزيرة سيناء، مما قد يهدد التوازن الأمني المنصوص عليه في الاتفاقية بعد 46 عامًا من توقيعها.

اعتمد التقرير على تصريحات ديفيد غوفرين، السفير الإسرائيلي السابق في القاهرة (2016–2019)، الذي أشار إلى أن الملحق العسكري لمعاهدة السلام ينص على إقامة مناطق عازلة ومنزوعة السلاح في سيناء، محددًا قيودًا مشددة على قوات الجيش المصري.

قيود المعاهدة

بالنسبة للجانب الإسرائيلي، تم تحديد قيود محدودة في المنطقة (د)، وذلك بداعي ضيق المساحة. وأوضح غوفرين أن الهدف من هذه القيود هو “منع تكرار أي صراع عسكري بين الدولتين”.

وأضاف غوفرين أن المستشار القانوني السابق لوزارة الخارجية الإسرائيلية وصف هذه البنود بـ “أحد أهم إنجازات إسرائيل” في المعاهدة، خاصة مع تنازلها عن “العمق الاستراتيجي” في سيناء.

التحولات الجديدة

أشار غوفرين إلى أن الجانب المصري اعتبر هذه القيود انتهاكًا لسيادته، وسعى إلى تقليصها تدريجيًا بفرض حقائق جديدة على الأرض، من ضمنها طلب زيادة عدد الجنود المصريين في سيناء لمكافحة الإرهاب، وهي موافقات تم الحصول عليها من إسرائيل وأمريكا في أكثر من مناسبة.

كما أكد أن الشعور بالإهانة كان حاضرًا في الخطاب الرسمي المصري، حيث تم استخدام مصطلح “السيادة المنقوصة” في الإعلام الرسمي، موضحًا أن ذلك نابع من كون إسرائيل هي التي تحدد عدد ونوع القوات المتواجدة في سيناء.

القلق المصري

أثار القلق المصري بشأن “المهاجرين الفلسطينيين القسريين” إلى أراضيها، بعد العمليات العسكرية الإسرائيلية في غزة، تحذيرات من أن ذلك يشكل “تهديدًا مباشرًا للأمن القومي”، مع تأكيد مصر رفضها القاطع لأي حل للقضية الفلسطينية على حساب أراضيها.

دعا غوفرين السلطات الإسرائيلية إلى إصدار تصريح رسمي يؤكد عدم قبول تهجير الفلسطينيين إلى مصر، مشيرًا إلى أن مثل هذا الإعلان قد يساعد في تقليل التوتر على الصعيدين الإعلامي والسياسي.

دعوات الرئيس السيسي

في سياق أزمة التصعيد، أشار غوفرين إلى أن إشارة الرئيس السيسي إلى إسرائيل كـ”العدو” خلال كلمته في القمة العربية هى خطوة غير مسبوقة من قبل رئيس مصري. هذه الإشارة جاءت ليس فقط بسبب الوضع في غزة، بل أيضًا بسبب المخاوف من اغتيالات محتملة لنشطاء حماس في مصر.

علاوة على ذلك، من المحتمل أن تضع إسرائيل تعزيز وجودها العسكري في منطقة رفح ضغوطًا أكبر على مصر التي قد تستغل الظروف الراهنة لزيادة تواجدها العسكري في سيناء، مما يؤدي إلى تقويض مستمر للاتفاقية الأمنية.

التحديات المستقبلية

وحذر غوفرين من أن مصر قد تشترط انسحاب إسرائيل من محور فيلادلفيا كشرط لأي تراجع عن التصعيد، وهو ما قد يمثل صعوبة كبيرة أمام إسرائيل في الحصول على دعم القوة متعددة الجنسيات أو الولايات المتحدة للعودة إلى الوضع السابق.

في ختام تصريحه، أضاف غوفرين: “قد نواجه في المستقبل في حدودنا انتشارًا لأكبر وأقوى جيش في العالم العربي، بدلاً من الصورة التي اعتدنا عليها من قطاع غزة، مما يعكس بداية صراع جديد مع مصر”.

اقرأ أيضا

اخترنا لك