تعهدت المملكة العربية السعودية بتعزيز دورها القيادي في حماية الممرات المائية والسواحل الإقليمية، مؤكدة دعمها الكامل للدبلوماسية المائية والابتكار، وذلك في إطار السعي نحو تحقيق تعاون عالمي فاعل ونمو مستدام.
دبلوماسية المياه: جسر للتنمية
جاء هذا التأكيد خلال افتتاح الأمير فيصل بن فرحان، وزير الخارجية السعودي، جلسة حوارية وزارية هامة، حملت عنوان “دبلوماسية المياه: كجسر للتنمية والتعاون”.
نُظمت الجلسة من قبل وزارة الخارجية السعودية على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها الثمانين، وشهدت مشاركة دولية واسعة.
أهمية التعاون الدولي
أوضح الأمير فيصل بن فرحان أن الهدف من هذه الاجتماعات هو وضع خارطة طريق عملية للتعاون الدولي في قضايا المياه، مشدداً على أهميتها كعنصر أساسي للأمن والتنمية والاستقرار العالمي.
كما أعرب عن شكره وتقديره للشركاء في الأمم المتحدة على دعمهم وتعاونهم في هذا المجال الحيوي.
الممرات البحرية: شرايين حيوية
أشار وزير الخارجية إلى الأهمية الاستراتيجية للممرات البحرية، مؤكداً أنها بمثابة شرايين رئيسية للاقتصاد العالمي، حيث تنقل الطاقة والغذاء والتجارة بين مختلف الدول.
وشدد على أن هذه الممرات تواجه تحديات وتهديدات متزايدة، تؤثر بشكل مباشر على سلاسل الإمداد والاستقرار البيئي والاقتصادي العالمي.
تحديات المياه المتزايدة
أكد الأمير فيصل بن فرحان أن التحديات المتعلقة بالمياه تتفاقم على مستوى العالم، مما يجعل التعاون الدولي والدبلوماسية المائية ضرورة ملحة لبناء الثقة وتحويل التحديات المشتركة إلى فرص حقيقية للتقدم الجماعي.
مسؤولية مشتركة لحماية الموارد
أكد وزير الخارجية السعودي أن حماية الموارد المائية والممرات البحرية هي مسؤولية جماعية تتطلب عملاً دولياً مشتركاً لضمان استدامة التجارة وحماية النظم البيئية الساحلية.
وأوضح أن هذه القضية لا تقتصر على الجانب البيئي فقط، بل تمتد لتشمل الأمن والاستقرار والتنمية المستدامة على مستوى العالم.
تجربة السعودية في إدارة المياه
استعرض الأمير فيصل بن فرحان تجربة المملكة العربية السعودية الرائدة في التعامل مع ندرة المياه، وذلك من خلال الاستثمار في تقنيات التحلية المتقدمة، وتحسين كفاءة استخدام المياه، وتوسيع نطاق إعادة التدوير، وتعزيز التعاون الدولي في هذا المجال.
المنظمة العالمية للمياه
أشار إلى أن هذه الجهود أسهمت في تأسيس “المنظمة العالمية للمياه” ومقرها الرياض، بهدف تعزيز الابتكار وتبادل التقنيات، داعياً الدول الأعضاء في الأمم المتحدة إلى الانضمام إلى هذه المنظمة الهامة.
استضافة المنتدى العالمي للمياه
لفت الأمير فيصل بن فرحان إلى أن المملكة العربية السعودية ستستضيف الدورة الحادية عشرة من “المنتدى العالمي للمياه” في عام 2027، مؤكداً بذلك التزام المملكة بتعزيز القضايا المائية على مستوى العالم.
حضور رفيع المستوى
حضر الجلسة عدد من كبار المسؤولين السعوديين، من بينهم الأميرة ريما بنت بندر بن سلطان، سفيرة المملكة لدى الولايات المتحدة، وعادل الجبير، وزير الدولة للشؤون الخارجية ومبعوث شؤون المناخ، والدكتور عبد الرحمن الرسي، وكيل الوزارة للشؤون الدولية المتعددة، والدكتور عبد العزيز الواصل، المندوب الدائم للمملكة لدى الأمم المتحدة في نيويورك.