أعلنت مصادر مسؤولة في وزارة السياحة والآثار المصرية عن بدء تنفيذ خطة عاجلة لتأمين المتحف المصري بالتحرير، عقب سرقة أسورة ذهبية أثرية، تم بيعها وصهرها في ورشة لصناعة الذهب.
اجراءات عاجلة لتأمين المتحف
ذكرت المصادر أن هذه الواقعة جاءت كتحذير قوي، مما دفع الوزارة إلى اتخاذ تدابير سريعة لتعزيز الرقابة والتأمين بالمتحف، بهدف منع تكرار مثل هذه الحوادث.
وأضافت أن الخطة تتضمن تحديث نظام الأمن الإلكتروني بالمتحف، بالإضافة إلى إجراء مراجعة شاملة لسجلات العاملين في معامل الترميم والمخازن المتحفية، لضمان تعزيز الانضباط والرقابة الداخلية.
أولويات التطوير الأمني
وأشار المصدر إلى عدم وجود ميزانية مخصصة لتطوير نظام الأمن، مما أعاق تحديث النظام وتركيب كاميرات جديدة داخل جميع أركان المتحف، في حين كانت الأولوية لمشاريع أخرى. ومع ذلك، أعادت هذه الحادثة ترتيب الأولويات.
وقال مجدي شاكر، كبير الأثريين في الوزارة، إن الحادث يعتبر جرس إنذار يتطلب اتخاذ خطوات جادة، مشددًا على أهمية تعزيز الرقابة خلال عمليات تسجيل القطع الأثرية ومراجعة آليات التوثيق بشكل دوري.
تحديات وصعوبات في العمل
وقال شاكر إن بقاء بعض الموظفين في مواقعهم لفترات طويلة أثر سلبًا على كفاءة العمل وخلق بيئة عمل غير صحية، مشددًا على ضرورة تجديد الكوادر بشكل مستمر في الوظائف الأثرية والإدارية.
كما نبه إلى وجود تحدٍ آخر يتعلق بانخفاض رواتب العاملين في مجال الآثار، مما يؤثر على أدائهم والتزامهم بمسؤولياتهم، وفق ما أضافه.
تحسين الأوضاع المالية
دعا كبير الأثريين إلى إعادة النظر في تحسين الأوضاع المادية للعاملين، بما يتناسب مع المسؤوليات الكبيرة الملقاة على عاتقهم في حماية التراث الثمين.
تكشف حادثة سرقة الأسورة الذهبية، البالغة من العمر أكثر من 3 آلاف عام، عن ثغرات في منظومة التأمين، تحتاج لمعالجة شاملة تشمل تعزيز التكنولوجيا ورفع كفاءة العاملين.
الإجراءات الحكومية بعد الحادثة
كما اعترف وزير السياحة والآثار، شريف فتحي، بوجود ثغرات في النظام، مما أتاح لأحد الموظفين سرقة الأسورة، مشيرًا إلى “التراخي” في تنفيذ الإجراءات الوقائية.
وأوضح الوزير أن الموظفة دخلت غرفة الترميم بمفردها، بينما كان من المتوقع أن يرافقها ثلاثة أشخاص، من بينهم شرطي، مما سمح لها بالاستيلاء على الأسورة.
تفاصيل سرقة الأسورة الذهبية
في سياق متصل، كشفت وزارة الداخلية تفاصيل الحادثة، مبينة أن القطعة الذهبية سُرقت يوم 9 سبتمبر. وقد ألقي القبض على أربعة أشخاص، من بينهم موظفة الترميم.
تواصلت الموظفة مع أحد التجار لبيع الأسورة مقابل 180 ألف جنيه، والذي بدوره باعها لمصنع ذهب بمبلغ 194 ألف جنيه، حيث جرى صهرها لإعادة تشكيلها.
تاريخ الأسورة الأثرية
تعود الأسورة إلى الملك بسوسنس الأول، ثالث ملوك الأسرة الـ21، الذي حكم بين عامي 1039 و990 قبل الميلاد، واكتُشفت مقبرته بكامل كنوزها، لكنها لم تحظ بالشهر المماثل مثل قناع الملك توت عنخ آمون، المعروف بـ”الفرعون الفضي”.