أعلن وزير السياحة والآثار المصري شريف فتحي عن تفاصيل سرقة أسورة ذهبية تعود لمئات السنين، من المتحف المصري، موضحاً أن عملية السرقة جاءت نتيجة “تراخ” في تطبيق الإجراءات الأمنية.
إجراءات الأمن المفقودة
وفي تصريحات عبر برنامج “الحكاية” على قناة “إم بي سي مصر”، أشار الوزير إلى أن 27 ألف موظف يعملون في المجلس الأعلى للآثار شعروا بخيبة أمل بعد أن قامت موظفة بسرقة قطعة أثرية ثمينة لبيعها بثمن زهيد. واعتبر ذلك تصرفاً فردياً يعكس “الدناءة” وعدم الولاء للوطن وللزملاء.
وأكد فتحي أن هناك “تراخياً” في تطبيق الإجراءات الخاصة بالدخول والخروج من معمل ترميم الآثار، ما جعل من السهولة بمكان مغافلة الموظفة لزملائها وسرقة الأسورة الذهبية.
تفاصيل عملية السرقة
وأوضح الوزير أن الإجراءات الأمنية دقيقة لمنع أي تلاعب، حيث يتم وضع مفتاح غرفة الترميم في صندوق مختوم برصاص، ويجب أن يرافق تحرك المفتاح ثلاثة أفراد، من بينهم شرطي. كما تُسجل الأعمال داخل الغرفة وأسماء الموظفين المشاركين في ترميم القطع الأثرية.
ورغم تلك الإجراءات، تمكنت الموظفة التي سرقت الأسورة من دخول الغرفة بمفردها دون الالتزام بالتعليمات بسبب “الثقة الزائدة والعشم”. وقد كانت تقوم بعملها على قطعة أثرية أخرى حين طلبت مفتاح الغرفة بحجة إعادة القطعة إليها.
التحقيقات جارية
كانت الأسورة الذهبية، المسروقة، تُعد جزءاً من مجموعة ستعرض في معرض أثري بإيطاليا في التاسع من سبتمبر، لكن بعد يوم واحد، اكتشف العاملون في المتحف اختفاءها. تم على الفور تشكيل لجان للتحقيق مع تأجيل أي بيانات رسمية للحفاظ على سير التحقيق.
وأشار الوزير إلى أنه سيتم اتخاذ تدابير لتحسين الأمان، منها تركيب كاميرات مراقبة داخل غرفة الترميم، وتعزيز إجراءات الأمن ومحاسبة المسؤولين عن التقصير في حماية الآثار.
اعترافات السارقين
في السياق، أفادت وزارة الداخلية بأنها تلقت بلاغاً في الثالث عشر من سبتمبر حول اختفاء الأسورة من خزينة معمل الترميم. وأظهرت التحريات أن أخصائية ترميم هي التي قامت بسرقتها بتاريخ التاسع من سبتمبر، وتواصلت مع أحد التجار لبيعها بمبلغ 180 ألف جنيه قبل أن تنتقل لمالك ورشة ذهب تمت فيها إعادة تشكيلها بعد صهرها.
وقد تم ضبط جميع المتورطين الذين اعترفوا بارتكاب الجريمة، كما تم العثور على المبالغ المالية الناتجة عن بيع الأسورة بحوزتهم.
تاريخ الأسورة القيمة
ترجع الأسورة إلى الملك بسوسنس الأول، أحد ملوك الأسرة الحادية والعشرين، الذي عاش بين عامي 1039 و990 قبل الميلاد، وقد عُثر على مقبرته كاملة وفقاً لتاريخ عريق لم يتعرض للنهب. سُمي الملك بـ “الفرعون الفضي” نظراً للكنوز الكبيرة من الفضة التي وُجدت في مقبرته، على الرغم من أن اكتشافها لم يستقبل الشهرة المطلوبة بسبب الأحداث التاريخية المعاصرة.