واشنطن تشهد تصاعدًا في التوتر بين روسيا وحلف الناتو، وسط تحذيرات من اختبار بوتين لردود فعل الحلفاء. حوادث اختراق المجال الجوي تثير قلقًا متزايدًا، وتدفع نحو مطالبة الكونغرس بالتحرك.
انتهاكات المجال الجوي
بعد حادثة اختراق طائرات مسيرة روسية للمجال الجوي البولندي، شهدت إستونيا توغلاً مماثلاً بثلاث طائرات مقاتلة روسية من طراز “ميغ-31″، استدعى تدخلًا من مقاتلات الناتو الإيطالية.
وزير خارجية إستونيا، ماجوس تساهكنا، وصف الحادث بأنه “سافر على نحو لم يسبق له مثيل”، مؤكدًا أن روسيا انتهكت المجال الجوي الإستوني أربع مرات هذا العام.
تزايد عمليات التخريب
الوقائع تأتي بعد أيام قليلة من تحليق طائرة مسيرة روسية فوق رومانيا، مما يعزز الاعتقاد بأن هذه الحوادث ليست مجرد صدفة، بل عملية ممنهجة لاختبار حلف الناتو.
وتشير التقارير إلى تضاعف عمليات التخريب الروسية في أوروبا بأكثر من ثلاثة أضعاف بين عامي 2023 و2024، مما يزيد من المخاوف الأمنية.
هجمات غامضة
وفي سياق متصل، أفادت صحيفة “نيويورك تايمز” بتعطيل روسيا وخصوم آخرين لأنظمة الطاقة الغربية، والتدخل في الانتخابات الوطنية، وتدبير مؤامرات لوضع عبوات حارقة على متن طائرات شحن.
كما شملت العمليات هجمات قرصنة لشبكات الخدمات الصحية والسجلات القانونية، في محاولات لإخفاء هوية المنفذين.
رسالة بوتين لأوروبا؟
يرى محللون أن هذه الإجراءات قد تكون رسالة من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لأوروبا، بهدف تقليل دعمها لأوكرانيا، أو اختبار رد فعل الناتو تجاه أي عدوان محتمل على دول أعضاء.
لكن الرد الفاتر من الناتو، والاكتفاء بمبادرة “الحارس الشرقي” دون مساهمة أمريكية فعالة، يثير القلق بشأن قدرة الحلف على ردع أي تصعيد روسي.
موقف ترامب المثير للجدل
الرئيس ترامب قلل من أهمية التوغلات الروسية، معتبرًا أنها قد تكون عرضية، على الرغم من إصرار الحكومة البولندية على أنها استفزاز متعمد.
كما انتقد ترامب بوتين لعدم تعاونه في تحقيق السلام، لكنه لم يعلن عن أي نية لمعاقبته على عدوانه.
تقاعس عن اتخاذ إجراءات
على الرغم من انتقاده لبوتين، لم يتخذ ترامب إجراءات ملموسة ضد روسيا، حتى في الوقت الذي تصعد فيه موسكو هجماتها على أوكرانيا.
وطالب ترامب بتوافق جميع دول الناتو وفرض عقوبات مماثلة قبل أن يتحرك، بالإضافة إلى وقف شراء النفط من روسيا وفرض رسوم جمركية على الصين.
الكونغرس مطالب بالتحرك
في ظل عدم رغبة ترامب في اتخاذ موقف متشدد، يرى محللون أن الوقت قد حان لتحرك الكونغرس وإقرار عقوبات صارمة على روسيا.
ويشددون على ضرورة تقديم مساعدات عسكرية إضافية لأوكرانيا، كطريقة وحيدة لإرسال إشارة قوية لبوتين بأنه سيتحمل عواقب وخيمة لتصعيد عدوانه.