السبت 20 سبتمبر 2025
spot_img

إسرائيل تهدم أبراج غزة وتُشرّد سكانها وسط اتهامات بالتطهير

spot_img

بعد عقد من سداد قرض عقاري لشقة فاخرة في غزة، وجد الفلسطيني شادي سلامة الريس نفسه وعائلته بلا مأوى، بعد تدمير البرج السكني الذي يملكه في غارة إسرائيلية مفاجئة، محولاً حلمه إلى رماد.

حملة هدم مكثفة

تمثل هذه الواقعة جزءاً من حملة هدم واسعة النطاق يشنها الجيش الإسرائيلي، تستهدف الأبراج السكنية في غزة قبل الهجوم البري على المدينة المكتظة بالسكان.

خلال الأسابيع الأخيرة، أعلن الجيش الإسرائيلي عن تدمير ما يقارب 20 برجاً سكنياً في مدينة غزة، مدعياً استخدام حركة “حماس” لهذه المباني. رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو صرح بهدم 50 “برجاً للإرهابيين”.

تهجير وتدمير واسع

تسببت هذه الحملة في تشريد المئات، وتدمير مناطق بأكملها في أحياء الزيتون والتفاح والشجاعية والشيخ الرضوان، وفقاً لشهادات السكان وصور الأقمار الصناعية.

الريس يخشى أن يكون الهدف من هذا التدمير هو تهجير سكان غزة بشكل دائم، وهو ما تتفق معه مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان التي اعتبرت هذه الحملة المتعمدة “تطهيراً عرقياً”.

تصريحات وتهديدات إسرائيلية

وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش كان قد توعد في مايو الماضي بأن معظم قطاع غزة “سوف يدمر بالكامل قريباً”، مع تكديس سكانه في شريط ضيق بالقرب من الحدود مع مصر.

إسرائيل أنذرت السكان المدنيين في مدينة غزة بالإخلاء، وأغلقت معبراً إلى شمال غزة، مما حد من الإمدادات الغذائية الضئيلة للمنطقة.

رد الجيش الإسرائيلي

المتحدث العسكري الإسرائيلي، نفى وجود استراتيجية لتدمير غزة، مؤكداً أن هدف الجيش هو تدمير “حماس” واستعادة الرهائن. وأضاف أن “حماس” استخدمت المباني الشاهقة لمراقبة القوات الإسرائيلية ومهاجمتها، واستخدمت المدنيين دروعاً بشرية.

مصدران أمنيان إسرائيليان أكدا أن أهداف الجيش والسياسيين ليست متوافقة دائماً، وأن أفكاراً مثل إخلاء مناطق في غزة تتعارض مع الأهداف العسكرية.

حرب مستمرة ومعاناة متفاقمة

هذا الهجوم يمثل أحدث مرحلة في حرب إسرائيل على غزة، التي قتلت عشرات الآلاف من الفلسطينيين، وتسببت في مجاعة وشردت معظم السكان.

اندلعت الحرب بعد هجوم “حماس” على بلدات جنوب إسرائيل في 7 أكتوبر 2023، مما أدى إلى مقتل 1200 شخص واحتجاز 251 رهينة.

اتهامات بالإبادة الجماعية

تحقيق للأمم المتحدة خلص إلى أن إسرائيل ترتكب إبادة جماعية في غزة، وهو ما وصفته إسرائيل بأنه “مشين”. وخبراء الأمم المتحدة يؤكدون أن تدمير المساكن والبنية التحتية المدنية يعد جريمة حرب.

المتحدث العسكري الإسرائيلي يصر على أن المباني كانت أهدافاً عسكرية مشروعة وافق عليها ضابط مخابرات وضابط قانوني.

برج مشتهى: حلم يتحول إلى رماد

قبل الحرب، كان برج مشتهى معلماً بارزاً، يشتهر بإطلالته البحرية وموقعه القريب من المرافق الحيوية.

الريس يوضح أن البرج كان يؤوي 50 عائلة، لكن هذا العدد تضاعف بعد استقبال النازحين من مناطق أخرى في غزة، حيث انتشرت الخيام حول قاعدة البرج لإيواء المزيد من العائلات.

لحظات الرعب والإخلاء

في صباح 5 سبتمبر، تلقى سكان البرج أمراً بالإخلاء الفوري من ضابط في الجيش الإسرائيلي، قبل أن يتم تدمير المبنى.

الريس يصف مشاعر الرعب واليأس التي سيطرت على السكان، الذين فروا حفاة الأقدام دون أمتعتهم، بينما كانت زوجته وطفلاه يهرعون للنجاة بحياتهم.

تدمير البرج والادعاءات الإسرائيلية

مقطع فيديو وثقته “رويترز” يُظهر تدمير البرج في غضون ثوانٍ، وتناثر الحطام في الشوارع وعلى خيام النازحين.

الجيش الإسرائيلي ادعى أن “حماس” كانت تستخدم “بنية تحتية تحت الأرض” أسفل البرج لمهاجمة القوات الإسرائيلية، وهو ما نفته مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان.

العودة إلى الخيام

بعد أسبوعين في حي الصبرة، اضطر الريس وعائلته للنزوح مرة أخرى، ليقيموا في خيمة في دير البلح وسط قطاع غزة.

هدم المنازل في ضواحي غزة

أفاد سكان بأن الجيش الإسرائيلي دمر ما يصل إلى 12 منزلاً يومياً في أحياء الزيتون والتفاح والشجاعية خلال الأسابيع الأخيرة، استعداداً للهجوم البري.

رئيس شبكة المنظمات الأهلية الفلسطينية يقدر أن أكثر من 65% من المباني والمنازل في مدينة غزة دمرت أو تضررت بشدة خلال الحرب.

وتيرة الهدم تتسارع

منظمة بيانات مواقع وأحداث الصراعات المسلحة وثقت أكثر من 170 واقعة هدم نفذها الجيش الإسرائيلي في مدينة غزة منذ أوائل أغسطس.

كبيرة محللي شؤون الشرق الأوسط في المنظمة تؤكد أن وتيرة ومدى عمليات الهدم أوسع نطاقاً مما كانت عليه في الفترات السابقة.

أساليب جديدة في التدمير

سكان أفادوا بأن القوات الإسرائيلية فجرت مركبات مسيرة عن بعد محملة بالمتفجرات في حيي الشيخ رضوان وتل الهوى، مما أدى إلى تدمير العديد من المنازل.

المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أكد استخدام متفجرات أرضية ضد مبانٍ جرى تصنيفها أهدافاً عسكرية، لكنه نفى وجود معلومات عن مركبات محملة بالمتفجرات.

تداعيات إنسانية كارثية

مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان وثقت عمليات هدم محكومة لبنية تحتية سكنية، وقالت إن بعض الأحياء دمرت بالكامل.

مركز الأمم المتحدة للأقمار الاصطناعية أفاد بتضرر أو تدمير ما يقرب من 80% من المباني في غزة منذ بدء الحرب، بما في ذلك المستشفيات والمدارس.

تحذيرات من تفاقم الأزمة

مسؤولة السياسات المتعلقة بغزة في منظمة “أوكسفام” حذرت من أن إجبار الناس على النزوح سيؤدي إلى تفاقم الاكتظاظ السكاني في الجنوب.

طارق عبد العال، طالب من حي الصبرة، اضطر لمغادرة منزله بعد تدمير المنازل المجاورة، ليجد منزله مدمراً بعد 12 ساعة فقط.

اقرأ أيضا

اخترنا لك