الجمعة 19 سبتمبر 2025
spot_img

تيتيه تكثف جهود إنجاح خريطة الطريق الأممية في ليبيا

spot_img

تسعى المبعوثة الأممية إلى ليبيا، هانا تيتيه، لتفعيل “خريطة الطريق” التي قدمتها أمام مجلس الأمن الدولي في أغسطس الماضي، وذلك بعد استعادة الهدوء في العاصمة الليبية طرابلس. تشمل جهودها لقاءات مع مسؤولين روسيين وكونغوليين لبحث أبعاد الأزمة الليبية ومفاتيح الحل، بالإضافة إلى ملف المصالحة الوطنية المتعثر.

مباحثات مكثفة

ناقشت تيتيه مع رئيس الكونغو، دينيس ساسو نغيسو، في برازافيل آخر التطورات السياسية والأمنية في ليبيا، والسبل الكفيلة لضمان التنفيذ الناجح لخريطة الطريق الأممية. الاجتماع ركز على تعزيز التعاون بين الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي لإنجاح عملية المصالحة الوطنية الليبية.

المصالحة الوطنية تعتبر عنصراً أساسياً ضمن الحوار المهيكل لمعالجة القضايا الحيوية في ليبيا. أعربت تيتيه عن امتنانها لرئيس الكونغو، بصفته رئيس اللجنة رفيعة المستوى التابعة للاتحاد الأفريقي المعنية بليبيا، لدعمه جهود المصالحة والانتقال نحو مؤسسات موحدة عبر الانتخابات.

خريطة طريق ليبيا

تعتمد خريطة الطريق على ثلاثة محاور رئيسية: توفير إطار انتخابي سليم وقابل للتطبيق، وتوحيد المؤسسات عبر حكومة موحدة جديدة، وتنظيم حوار شامل لمعالجة القضايا الحيوية التي تواجه ليبيا.

يعزو مراقبون زيارات تيتيه إلى موسكو وبرازافيل إلى أهمية هاتين العاصمتين لدى أطراف الأزمة الليبية، وتأثيرهما في العملية السياسية.

جولة روسية

سبقت زيارة الكونغو جولة إلى روسيا، حيث أجرت تيتيه مباحثات “بناءة” مع نائب وزير الخارجية الروسي، فيرشينين سيرغي فاسيليفيتش، حول خريطة الطريق الليبية.

بحث الجانبان سبل انخراط الدول الأعضاء في “عملية برلين” لدعم عملية سياسية ليبية شاملة ومدعومة دولياً. تهدف “عملية برلين” إلى تحقيق توافق دولي حول الأزمة الليبية وتوفير مظلة لحوارات مستقبل البلاد.

آلية التنفيذ

تُنفذ خريطة الطريق على خطوات متتالية تُسهّل كل خطوة منها تنفيذ الخطوة اللاحقة، بهدف تنظيم الانتخابات الوطنية وتوحيد المؤسسات خلال فترة تتراوح بين 12 و18 شهراً.

يذكر أن مؤتمر برلين الذي عقد في يناير 2020، بدعوة من المستشارة الألمانية آنذاك أنجيلا ميركل، جمع ممثلين عن دول ومنظمات دولية وإقليمية معنية بالشأن الليبي.

دور الاتحاد الأفريقي

يلعب الاتحاد الأفريقي دوراً محورياً في المصالحة الوطنية من خلال دعوة جميع الأطراف الليبية إلى الحوار، بما في ذلك أنصار نظام العقيد الراحل معمر القذافي.

من جانبه، أكد رئيس المجلس الرئاسي الليبي، محمد المنفي، التمسك بالمصالحة الوطنية كخيار لتسوية الخلافات وضمان جبر الضرر للجميع.

اجتماعات المصالحة

افتتح المنفي في طرابلس الاجتماع السابع للجنة التحضيرية لمشروع المصالحة الوطنية، بحضور ممثلين عن الاتحاد الأفريقي وسفراء دول اللجنة رفيعة المستوى المعنية بليبيا، وممثلين عن البعثة الأممية.

أكد المنفي أن المصالحة الوطنية تمثل أولوية قصوى لمجلسه، وأن المجتمع الدولي، وفي مقدمته الاتحاد الأفريقي، يظل شريكاً أساسياً في هذا المسعى.

تجاوز الخلافات

شدد المنفي على أهمية الإرادة الصادقة والتنازلات الشجاعة ووضع مصلحة الوطن فوق كل اعتبار لإنجاح المصالحة. وأضاف أن الليبيين قادرون على تجاوز خلافاتهم والالتقاء حول مشروع وطني موحد.

أدت التوترات الأمنية التي شهدتها العاصمة طرابلس خلال الأشهر الماضية إلى تعطيل استكمال اجتماعات المصالحة الوطنية.

تحديات التنمية

ناقشت نائبة الممثل الخاص للأمين العام والمنسقة المقيمة، أولريكا ريتشاردسون، مع وزير التخطيط بحكومة الوحدة، محمد الزيداني، التحديات والفرص في ليبيا.

أكدت ريتشاردسون أهمية دفع عجلة التنمية المستدامة كأمر أساسي لبناء سلام واستقرار دائمين في ليبيا، وضرورة تسخير موارد البلاد لخدمة أولويات التنمية وتعزيز التنسيق بين الأمم المتحدة والحكومة.

اقرأ أيضا

اخترنا لك