في تصعيد خطير، كثّف الجيش الإسرائيلي قصفه على مدينة غزة، مستخدماً الدبابات والطائرات، ما أدى إلى موجات نزوح جديدة، وسط تحذيرات أممية من انهيار وشيك للقطاع الصحي.
تصاعد القصف والنزوح
تزايدت حدة القصف الإسرائيلي، وارتفعت أعمدة الدخان في سماء غزة، بينما نزح آلاف الفلسطينيين، حاملين ما تبقى من ممتلكاتهم القليلة، في مشاهد مأساوية تعكس حجم المعاناة.
شهدت العمليات العسكرية الإسرائيلية توسعاً برياً، حيث تقدمت القوات في بعض المحاور، بينما تباطأ التقدم في مناطق أخرى بسبب الكثافة السكانية العالية. ويقدر عدد النازحين من المدينة بنحو نصف مليون شخص، بينما لا يزال حوالي 600 ألف شخص داخلها.
توغل بري مكثف
أفاد شهود عيان بتقدم الآليات الإسرائيلية في محيط منطقة الكرامة، شمال غربي مدينة غزة، وهي منطقة مكتظة بالنازحين. وتزامن ذلك مع تقدم آليات أخرى من جهة بئر النعجة شمال القطاع وصولاً إلى منطقة الصفطاوي.
كثفت القوات الإسرائيلية استخدام العربات العسكرية المفخخة في المناطق المكتظة بالسكان، خاصة في المناطق الجنوبية الغربية بالقرب من حي تل الهوى، وسط غارات جوية مكثفة استهدفت الأبراج السكنية والمكتبية.
قطع الاتصالات يعزل غزة
عمدت إسرائيل إلى قصف خطوط الاتصالات والإنترنت، مما أدى إلى انقطاعها بشكل كبير داخل المدينة منذ يومين. هذا الانقطاع أثر بشكل كبير على السكان ودفع بعضهم إلى النزوح خوفاً من تصاعد الهجوم.
يذكر أن المدينة ومناطق شمال القطاع عانت من قطع مماثل للاتصالات خلال الفترة ما بين نوفمبر 2023 وفبراير 2024، في ذروة العملية العسكرية البرية السابقة.
مخاوف من مجازر
يواجه إيصال أخبار الغارات المكثفة وعمليات التفجير من قبل شهود العيان لوسائل الإعلام صعوبات كبيرة، مما يثير مخاوف من ارتكاب مجازر جديدة بحق المدنيين، في ظل العجز عن التواصل مع وسائل الإعلام أو طواقم الإسعاف.
أعلنت وزارة الصحة في غزة عن وصول 98 قتيلاً و385 إصابة جديدة إلى مستشفيات القطاع خلال الـ24 ساعة الماضية، مما يرفع حصيلة الضحايا إلى 65,062 قتيلاً و165,697 إصابة منذ 7 أكتوبر 2023.
تغيير في التكتيكات
أوقفت القوات الإسرائيلية التقدم البري في مناطق شرق مدينة غزة، خاصة في منطقتي النفق والصحابة بحي الدرج، بسبب الاكتظاظ السكاني. ورغم ذلك، لم يتوقف القصف الجوي والمدفعي على تلك المناطق.
بدلاً من التقدم من الشمال إلى الجنوب، دخل الجيش الإسرائيلي بشكل مفاجئ من المنطقة الشمالية الغربية (الكرامة)، والجنوبية الغربية بالقرب من الكلية الجامعية بين حيَّي تل الهوى والزيتون.
تشديد الحصار
أغلقت إسرائيل معبر “زيكيم”، الذي كان مخصصاً لإدخال المساعدات الإنسانية، بهدف إجبار السكان على النزوح، مما يزيد من معاناة المدنيين المحاصرين.
تسير عملية النزوح من مدينة غزة ببطء شديد بسبب الازدحام على شارع الرشيد، مما دفع الجيش الإسرائيلي إلى تحديد مسارات معينة على شارع صلاح الدين للوصول إلى جنوب وادي غزة، ضمن مدة محددة تنتهي الجمعة.