يسعى الجيش الإندونيسي للانضمام إلى نادي الدول المالكة لحاملات الطائرات، من خلال صفقة محتملة لشراء حاملة طائرات إيطالية متقاعدة. تأتي هذه الخطوة في وسط تسارع سباق التسلح البحري في آسيا، حيث تسعى إندونيسيا لتعزيز قدراتها العسكرية بشكل ملحوظ.
استراتيجيات بحرية جديدة
تأتي هذه الصفقة في وقت تشهد فيه المنطقة تحولات دراماتيكية، حيث تستعد الصين لإدخال حاملة طائراتها الثالثة “Type 003 Fujian” إلى الخدمة. في الوقت نفسه، تعكف اليابان على تحويل مدمرتيها إلى حاملات طائرات لتشغيل الطائرة الشبحية من الجيل الخامس F-35B، بينما تدرس الهند بناء حاملة طائرات نووية.
تسعى إندونيسيا إلى التعامل مع هذه الديناميكيات من خلال شراء حاملة طائرات أوروبية متجددة، بدلاً من بناء واحدة محلياً، وهو نهج مشابه لما قامت به الصين والهند في السابق، بحسب مجلة The National Interest.
قدرات بحرية متطورة
تتطلع إندونيسيا لتعزيز وجودها العسكري في بحر الصين الجنوبي، حيث تتداخل مطالبها مع مطالب بكين، على الرغم من اتفاقية تطوير بحري وقعتها مع الصين في نوفمبر الماضي. تمتلك البحرية الإندونيسية أكثر من 245 سفينة، ولكنها تفتقر إلى حاملة طائرات، مما يجعل هذه الصفقة خطوة استراتيجية لتحسين قدراتها.
تُعتبر حاملة الطائرات الإيطالية “جوزيبي جاريبالدي” خياراً مناسباً، حيث تصريحات الأميرال محمد علي، قائد البحرية الإندونيسية، تشير إلى أن هذه الحاملة كانت في الخدمة لدى البحرية الإيطالية. المحادثات بشأن الصفقة بدأت في فبراير، ويبدو أن إندونيسيا على وشك تحقيقها قريباً.
تفاصيل الحاملة الإيطالية
حاملة الطائرات “جوزيبي جاريبالدي” تم تكليفها بتقديم الخدمة لمدة تقارب أربعة عقود وتم الإعلان عن تقاعدها في أكتوبر الماضي. ورغم تصنيفها كـ”طراد حامل للطائرات”، يتميز التصميم بإمكانية تشغيل طائرات الإقلاع القصير والهبوط العمودي، مما يجعلها شبيهة بالعديد من حاملات الطائرات الحديثة.
يبلغ طول الحاملة 591 قدماً، أي ما يعادل تقريباً نصف طول حاملات الطائرات الأمريكية من فئة Nimitz. وفقاً لماورو مانزيني، مدير المبيعات في شركة “فينكانتيري” الإيطالية، يمكن أن تعمل “جاريبالدي” مدة تتراوح بين 15 و20 عاماً بعد إجراء التعديلات اللازمة.
استخدامات متعددة
يمكن أن تعمل “جاريبالدي” بجناح جوي يشمل ما يصل إلى 16 طائرة مقاتلة من طراز McDonnell Douglas AV-8B Harrier II، إضافة إلى إمكانية تشغيل مروحيات. هناك تكهنات بأن إندونيسيا قد تتبع نهج تركيا في تطوير حاملات طائرات خاصة بالطائرات المسيّرة لتعزيز قدراتها في بحر الصين الجنوبي.
على الرغم من الطموحات الإندونيسية، أشار قائد البحرية إلى أن السفينة ستستخدم بشكل رئيسي لأغراض “عمليات عسكرية غير قتالية”، وهو ما يمكن أن يثير تساؤلات حول الفائدة الفعلية لهذه الحاملة.
وجهات نظر متباينة
تظهر التحديات المتعلقة بضرورة امتلاك إندونيسيا لحاملة طائرات، حيث يُبرز البعض أن الأمر قد يكون دافعاً وطنياً أكثر من كونه حاجة حقيقية. كولين كوه، الزميل البارز في معهد الدراسات الدفاعية والاستراتيجية في سنغافورة، أكد أن الخيار الأفضل قد يكون زيادة عدد سفن الإنزال البرمائية، التي تُعتبر أقل تكلفة وأكثر فعالية.
ومع ذلك، يبدو أن إندونيسيا تسير في طريقها لتصبح المشغل الآسيوي التالي لحاملة طائرات، مما يعكس تحولات ملحوظة في استراتيجياتها الدفاعية على الساحة البحرية.