مع تصاعد العمليات العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة، تتصاعد المخاوف بشأن مصير مفاوضات الهدنة، وسط تساؤلات حول إمكانية تحقيق تقدم في ظل التطورات الميدانية الأخيرة، والاشتراطات المتبادلة بين الأطراف.
تعقيدات مفاوضات الهدنة
تشير التطورات الميدانية، بما في ذلك الاجتياح البري لمدينة غزة، إلى تعقيد جهود إحياء المفاوضات، خاصة مع إصرار إسرائيل على شروط مسبقة تتضمن نزع سلاح حركة حماس، وهو ما ترفضه الحركة.
الاجتياح البري الإسرائيلي تزامن مع زيارة وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو، دون إبداء اعتراض على العملية، مع تمسكه بشروط إسرائيل لإنهاء الحرب، ما يثير تساؤلات حول فرص التوصل إلى اتفاق قريب.
تصعيد عسكري وإدانات دولية
أعلن الجيش الإسرائيلي بدء عملية برية موسعة في غزة بهدف “هزيمة حماس”، ودعا سكان المدينة إلى التوجه جنوباً، وذلك بعد غارات جوية مكثفة خلفت قتلى وجرحى.
وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس، علّق على الأحداث قائلاً إن غزة “تحترق”، مؤكداً أن الجيش “يضرب البنى التحتية للإرهاب بقبضة من حديد”، في تأكيد على استمرار العمليات العسكرية حتى تحقيق الأهداف المعلنة.
موقف الوسطاء وتداعيات إقليمية
أدانت مصر وقطر العملية العسكرية الإسرائيلية، معتبرينها تصعيداً خطيراً وانتهاكاً للقانون الدولي والإنساني، ومحذرين من “مخاطرها الكارثية” على المنطقة.
المتحدث باسم الخارجية القطرية، ماجد الأنصاري، أشار إلى أن المفاوضات بشأن غزة “لا تبدو واقعية الآن”، متهماً نتنياهو بعرقلة جهود الوساطة.
تهجير سكان غزة؟
السفير رخا أحمد حسن، عضو المجلس المصري للشؤون الخارجية، يرى أن نتنياهو وفريق الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لا يريدان وقف الحرب، ويسعيان لتهجير سكان قطاع غزة ضمن خطة واضحة.
المحلل السياسي الفلسطيني الدكتور سهيل دياب، يعتقد أن أحد أهداف الاجتياح هو تعقيد جهود إحياء مفاوضات الهدنة وإجهاض أي محاولة للتوصل إلى اتفاق.
الدور الأمريكي والسيناريوهات المحتملة
الاجتياح البري لغزة يأتي في أعقاب مغادرة روبيو لإسرائيل، وعدم اعتراض واشنطن عليه، يثير تساؤلات حول الموقف الأمريكي الحقيقي من الأحداث الجارية.
الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حذر من أن “حماس” ستواجه مشكلة كبيرة إذا استخدمت الرهائن دروعاً بشرية، ما يعكس قلقاً أمريكياً من تطورات الأوضاع.
شروط إنهاء الحرب
روبيو خلال زيارته للدوحة، بحث مع أمير قطر “تداعيات الهجوم الإسرائيلي، ومستقبل الجهود الدبلوماسية لوقف إطلاق النار، وإطلاق سراح الرهائن”، مشيراً إلى أن “نهاية الحرب ستكون بإطلاق سراح الأسرى وعدم وجود حركة (حماس) داخل القطاع”.
السفير رخا يعتقد أن أي حديث أمريكي عن مفاوضات هو غطاء لتمرير مخطط واشنطن وإسرائيل، وأن الجانبين يريدان فقط استسلام “حماس” دون أي تصورات أخرى.