تحويل الهجمات الروسية نحو الطائرات المسيّرة
أعلنت روسيا عن “أولوية قصوى” لتعزيز قدرتها على إنتاج الطائرات المسيّرة الهجومية، في إطار استراتيجيتها المتزايدة لشن ضربات جوية متلاحقة على أوكرانيا، حسبما أفادت صحيفة “نيويورك تايمز” الأميركية.
يشهد الجيش الأوكراني تحدياً متزايداً مع تصاعد استخدام روسيا للطائرات المسيّرة، بما في ذلك الطائرات المضللة، التي تستهدف خداع أنظمة الدفاع الجوي. يأتي ذلك في وقت تتعزز فيه قدرة موسكو على إنتاج هذه الأسلحة بشكل ملحوظ.
الضغوط على الدفاعات الأوكرانية
تواجه أوكرانيا صعوبات متزايدة في التصدي لعدد الطائرات الانتحارية المسيّرة، التي تعتمد عليها روسيا بشكل متزايد في عملياتها الهجومية.
عند استيراد طائرات مسيّرة ذات آلية تدمير ذاتي من إيران قبل 3 سنوات، أثارت روسيا ضجة بإطلاق 43 مسيرة خلال هجوم واحد. وفي سبتمبر الحالي، أرسلت أكثر من 800 طائرة مسيّرة في ليلة واحدة عبر الحدود الأوكرانية.
قفزات في الإنتاج الروسي
أشارت الصحيفة إلى أن القفزات الكبيرة في إنتاج الطائرات المسيّرة الهجومية أحادية الاتجاه، التي يحظى تطويرها باهتمام الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، تعكس تحولاً ملحوظاً في القدرات العسكرية الروسية.
تعمل روسيا على تكثيف تصنيع الطائرات المسيّرة، حيث تتعاون الحكومة مع المصانع المحلية وحتى المدارس الثانوية لتعزيز الإنتاج. ويعتبر هذا التعاون جزءًا من جهود الكرملين لتحقيق تحول صناعي ضخم في هذا المجال.
تحديات جديدة لأوكرانيا
تظهر التقارير أن زيادة إمدادات الطائرات المسيّرة الروسية وتطوير تقنيات ونُظم جديدة يشكلان تحدياً كبيراً أمام أوكرانيا، التي كانت تمتلك تفوقاً ملحوظاً في بداية الصراع.
منذ سبتمبر من العام الماضي، تضاعف عدد الطائرات المسيّرة الروسية المرسلة لأوكرانيا بشكل كبير، حيث أرسلت أكثر من 34 ألف طائرة حتى الآن في عام 2025، وهو ما يعادل تسعة أضعاف مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي.
الإنتاج والمواجهة
يرى المحللون أن روسيا أصبحت قادرة على إنتاج حوالي 30 ألف طائرة مسيّرة سنوياً بناءً على التصميمات الإيرانية، مع توقعات بزيادة هذا الرقم إلى الضعف خلال العام 2026. ويُعزى هذا التسارع إلى تحسينات تكنولوجية ملحوظة في التصنيع.
سبق لأوكرانيا أن استجابت لهذه التهديدات عبر تطوير دفاعات جوية متقدمة، إلا أن ذلك لم يمنع تكثيف الهجمات الروسية. وأوضح ميكولا بيليسكوف، محلل عسكري، أن الكميات المتزايدة من الطائرات المسيّرة تجعل من الصعب على الدفاعات الجوية الأوكرانية التصدي لها.
تطور أساليب الهجوم
تغيّرت تكتيكات الهجوم الروسي، حيث تُستخدم الطائرات المسيّرة الجديدة في أسراب وتُوجه بطرق معقدة، مما يشتت انتباه الدفاعات الأوكرانية. تُستخدم الطائرات المضللة المصنوعة من مواد خفيفة، مما يُصعِّب من إمكانية التمييز بينها وبين الطائرات الحقيقية في السماء.
تشير التقارير إلى أن روسيا أصبحت رائدة في تقنيات الطائرات المسيّرة، بما في ذلك استخدام كابلات الألياف الضوئية لنقل البيانات. علاوة على ذلك، تم إنشاء وحدات مختصة بالطائرات المسيّرة في القوات الروسية، مما يعكس التوجه الاستراتيجي نحو تعزيز استخدامها في العمليات العسكرية.
التطلعات المستقبلية
رداً على تصعيد روسيا في استخدام الطائرات المسيّرة، تسعى أوكرانيا لتطوير استراتيجيات جديدة لمواجهة هذه التحديات. ومع توفر أنظمة دفاع جوية متقدمة من الغرب، تواجه الأوكرانيون صعوبات في التصدي للهجمات المتكررة.