الإثنين 15 سبتمبر 2025
spot_img

رومانيا تستدعي السفير الروسي بعد خرق طائرة مسيرة مجالها

spot_img

نددت رومانيا بشدة بانتهاك طائرة مسيرة روسية لمجالها الجوي خلال هجوم على أوكرانيا، معتبرة ذلك “تحديًا جديدًا” لأمن البحر الأسود. جاء ذلك بعد أيام من خرق مماثل للمسيرات الروسية لأجواء بولندا، ما دفع بوخارست إلى استدعاء السفير الروسي.

إدانة رومانيا الشديدة

أكدت وزارة الدفاع الرومانية، في بيان رسمي، إدانة الدولة العضوة في حلف شمال الأطلسي (الناتو) لأعمال روسيا “غير المسؤولة”، مشيرة إلى أنها تمثل تهديدًا جديدًا للاستقرار الإقليمي. وأضاف البيان أن هذه الحوادث تعكس “عدم احترام روسيا للقانون الدولي”.

المسيرة المخترقة، وفقًا للبيان، هي من طراز “جيران”، وهي نوع تستخدمه روسيا بشكل متكرر في هجماتها على الأراضي الأوكرانية. وكانت رومانيا قد أعلنت في وقت سابق عن اختراق مسيرة لمجالها الجوي أثناء هجوم روسي استهدف منشآت أوكرانية.

تزايد التوتر الإقليمي

يأتي هذا الخرق بعد أربعة أيام من تحليق 19 مسيرة روسية في سماء بولندا، في حادثة غير مسبوقة منذ بدء الغزو الروسي لأوكرانيا في شهر فبراير 2022. دفعت هذه التطورات بولندا ودول حلف شمال الأطلسي التي لها وجود عسكري على أراضيها إلى حالة تأهب قصوى.

إجراءات رادعة

استجابت رومانيا، العضو في حلف الناتو، بإرسال طائرتين مقاتلتين من طراز “إف 16” لمراقبة الأجواء بعد الإعلان عن خرق المجال الجوي.

تفاصيل عملية الرصد

أوضحت وزارة الدفاع في بيانها أن الطائرتين المقاتلتين “رصدتا مسيرة في المجال الجوي الوطني”، حلقت لمدة 50 دقيقة تقريبًا فوق شرق البلاد، وصولًا إلى قرية تشيليا فيتشي، قبل أن تغادر المجال الجوي الوطني قرب بلدة باردينا، متجهة نحو أوكرانيا.

أضاف البيان أن الطيارين حصلوا على إذن بإسقاط الهدف، ولكنهم “قاموا بتقييم المخاطر الجانبية وقرروا عدم فتح النار” في اللحظة التي كان لديهم فيها اتصال مباشر مع المسيرة.

قانون إسقاط المسيرات

في شهر فبراير الماضي، أقر مجلس الشيوخ الروماني قانونًا يجيز إسقاط أي مسيرات تخترق أجواء البلاد، ما يعكس جدية بوخارست في حماية سيادتها الجوية.

تلقت الطائرتان الرومانيتان مساعدة من الحلفاء الألمان عبر “طائرتين من طراز يوروفايتر تايفون” شاركتا في مراقبة المنطقة. وأكد البيان أن المسيرة لم تحلق فوق مناطق مأهولة ولم تشكل خطرًا مباشرًا على سلامة المواطنين.

ردود فعل دولية

وصفت وزيرة الخارجية الرومانية، تويو أوانا، اختراق المسيرة بأنه “غير مقبول”، وأعلنت أنها “ستطرح مسألة أعمال روسيا في الجمعية العامة للأمم المتحدة، وستطالب بصورة ملحة بالالتزام الصارم بالعقوبات الدولية” المفروضة على روسيا.

من جهتها، نددت مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، كايا كالاس، بالخرق “غير المقبول” للأجواء الرومانية، متهمة موسكو بالقيام بـ”تصعيد متهور يهدد الأمن الإقليمي”. وأضافت أن “انتهاك المسيرات الروسية للمجال الجوي الروماني هو انتهاك آخر غير مقبول لسيادة دولة عضوة في الاتحاد الأوروبي”.

سقوط شظايا سابقة

شهدت رومانيا بالفعل سقوط عدة شظايا من طائرات مسيرة على أراضيها منذ بدء الحرب الروسية الأوكرانية، ما يزيد من المخاوف بشأن تداعيات الصراع على أمن دول الجوار.

ترمب والعقوبات

في سياق متصل، أكد الرئيس الأميركي دونالد ترمب استعداده لفرض عقوبات جديدة على روسيا، لكنه اشترط أن تتفق جميع دول حلف شمال الأطلسي (الناتو) على التوقف التام عن شراء النفط الروسي.

يجدر بالذكر أن الاتحاد الأوروبي حظر، مع بداية الغزو الروسي لأوكرانيا، القسم الأكبر من واردات النفط الروسي، لكنه استثنى بصورة مؤقتة الإمدادات عبر خط أنابيب “دروغبا”، الذي يزود ثلاثة بلدان لا تملك منفذاً على البحر، وهي المجر وسلوفاكيا والتشيك، وذلك حتى تتمكن من إيجاد حلول بديلة.

تواصل المجر وسلوفاكيا، وهما عضوتان في الاتحاد الأوروبي، استيراد النفط الروسي عبر خط الأنابيب الذي استهدف مرارًا بضربات أوكرانية خلال الأسابيع الماضية.

اقرأ أيضا

اخترنا لك