تزايد التوتر في فنزويلا مع إقبال آلاف المتطوعين على معسكرات التدريب العسكري، استجابة لدعوة الرئيس نيكولاس مادورو. يأتي ذلك وسط تصاعد اللهجة ضد الولايات المتحدة، وتعهد المتطوعون بمواجهة أي تدخل عسكري أمريكي “بالرصاص”.
استعداد للمواجهة
أعرب بيدرو أرياس (62 عاماً) عن استعداده القوي لمواجهة أي تدخل أجنبي قائلاً: “إذا جاء الأميركيون بآلياتهم الحربية، فسنواجههم بالرصاص!”.
دعا مادورو الشعب الفنزويلي للانضمام إلى المجموعات المسلحة، وحث جنود الاحتياط والمسلحين والشباب على التوجه إلى الثكنات العسكرية لتلقي التدريب على إطلاق النار والدفاع عن البلاد.
مناورات عسكرية
تأتي هذه الدعوة في ظل انتشار سفن حربية أمريكية في منطقة البحر الكاريبي، ضمن عملية لمكافحة المخدرات، يعتبرها مادورو “تهديداً” لبلاده.
في منطقة فورتي تيونا العسكرية في كراكاس، توافد متطوعون من مختلف أنحاء العاصمة، مرتدين ملابس مدنية وعسكرية، وحتى ملابس مجموعاتهم المختلفة، مثل “شركة الكهرباء الوطنية” و”راكبو الدراجات النارية الاشتراكيون”.
تنوع المتطوعين
شمل المتطوعون أفراداً من مختلف الأعمار والخلفيات، من بينهم شباب في العشرينات والثلاثينات، بالإضافة إلى أعضاء في منظمة “فوتورو” الموالية للحكومة.
أكد فيكتوريا (16 عاماً) وزملاؤها رغبتهم في “التعلم” ليتمكنوا من “الدفاع عن أنفسهم ضد الغرباء… بقبضاتهم العارية إذا لزم الأمر”.
خطاب حازم
انتقل المتطوعون إلى ميدان الرماية، حيث ألقى ضابط خطاباً حماسياً، مؤكداً على أهمية الالتزام والاستعداد لحمل السلاح ومواجهة الأعداء.
أوضح الضابط أن التدريب يهدف إلى إعداد المتطوعين لمواجهة “أسلحة حرب”، وليس مجرد اشتباكات في الشوارع.
توترات متصاعدة
تشهد فنزويلا توترات سياسية واقتصادية متزايدة، فبعد إعادة انتخاب مادورو في عام 2024، شهدت البلاد احتجاجات أسفرت عن مقتل العشرات.
نشر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قوات عسكرية في منطقة البحر الكاريبي، بحجة مكافحة عصابات المخدرات، ما زاد من حدة التوتر مع فنزويلا.
اتهامات متبادلة
تتهم واشنطن مادورو بإدارة شبكة لتهريب المخدرات، وهو ما ينفيه الأخير بشدة، على الرغم من إدانة اثنين من أقارب زوجته في نيويورك بتهمة تهريب الكوكايين.
لم تسمح السلطات العسكرية بدخول وسائل الإعلام إلى ميدان التدريب في فورتي تيونا، لكنها فتحت أبواب ثكنة “4 إف”، حيث ضريح الرئيس الراحل هوغو تشافيز.
تدريب تكتيكي
دُعي نحو 200 شخص لحضور دورات تكتيكية واستراتيجية، تتضمن شرحاً للتدخل الأمريكي في بنما (1989)، وكيفية استخدام بنادق كلاشينكوف ومسدسات.
تضمن التدريب تفكيك وإعادة تركيب الأسلحة، بالإضافة إلى إطلاق النار في الهواء دون استخدام ذخيرة حية.
“لست خائفة”
أكدت جيني روخاس (54 عاماً)، وهي محامية تعمل في مؤسسة حكومية، أنها جاءت لتلقي التدريب بهدف الدفاع عن بلدها وعائلتها ومجتمعها.
“سأدافع عن نفسي، سأدافع عن عائلتي، ومجتمعي، ووطني”، وقالت إنها “ليست خائفة” من التدخل الأمريكي المحتمل.
روح بوليفارية
أضافت روخاس: “إذا حاولوا مهاجمة الأمة، فسيدافع عنها الشعب بأكمله، كما دافع عنها بوليفار”.
“إن تحمل الكلاشينكوف بين يديك يمنحك هذا الفخر… وعندما يحين وقت حمل السلاح، يجب القيام بذلك”.
خطة دفاعية
أعلن مادورو نشر 25 ألف جندي من القوات المسلحة على الحدود، ووضع خطة دفاعية شاملة لحماية البلاد.
أكد اللفتنانت أوفييدو غودوي، المدرب في ثكنة “4 إف”، أن دورهم يتمثل في تعليم المقاتلين على الأسلحة الأساسية للقوات المسلحة الوطنية البوليفارية.
جاهزية تامة
“كل شخص قادر على استخدام السلاح. نضع نصب أعيننا دائماً الهوية الوطنية والحس الوطني الذي يجب أن يتحلى به كل مقاتل”، وأكد غودوي: “إذا جاء الأميركيون، فسيكون الناس مستعدين… فنحن مدربون!”.