السودان يشهد تصعيدًا عسكريًا جديدًا، حيث شنت قوات الدعم السريع هجمات بطائرات مسيرة استهدفت مواقع عسكرية وبنية تحتية مدنية في جنوب البلاد، وذلك بعد أيام قليلة من هجمات مماثلة استهدفت العاصمة الخرطوم ومحيطها.
هجمات متزامنة بالمسيرات
تضمنت الهجمات استهداف مقر الفرقة 18 التابعة للجيش السوداني في مدينة كوستي، بالإضافة إلى مستودعات الوقود الواقعة على الضفة الغربية للنيل الأبيض شرق المدينة.
كما استهدفت المسيرات القاعدة الجوية ومطار كنانه جنوب شرقي مدينة كوستي، ومحطة كهرباء أم دياكر الواقعة شرق المدينة، مما يشير إلى حملة منسقة لإضعاف القدرات العسكرية والاقتصادية في المنطقة.
شهود عيان يؤكدون
أكد شهود عيان من مدينة كوستي، الواقعة على بعد حوالي 320 كيلومترًا جنوب الخرطوم، سماع دوي انفجارات قوية، مما يؤكد وقوع الهجمات وتأثيرها على المدينة.
حتى الآن لم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن هذه الهجمات، كما لم تتضح بعد الخسائر والأضرار الناجمة عنها.
هجوم مماثل في الأبيض
في سياق متصل، أعلن الناطق باسم القوات المسلحة السودانية أن مسيرات استهدفت منشآت في مدينة الأبيض، عاصمة ولاية شمال كردفان، صباح السبت.
وأكد المصدر أن الدفاعات الأرضية تصدت بفاعلية للمسيرات، ولم تسفر الهجمات عن وقوع أي خسائر بشرية أو مادية. تقع مدينة الأبيض على بعد 400 كيلومتر جنوب غربي الخرطوم.
تصاعد وتيرة العنف
تأتي هذه الهجمات بعد هدوء نسبي شهدته العاصمة الخرطوم، حيث تمكن الجيش من إخراج قوات الدعم السريع منها في شهر مايو الماضي، بعد سيطرة الدعم السريع على أجزاء واسعة من العاصمة منذ بداية الحرب.
وتشير هذه التطورات إلى تصاعد وتيرة العنف وتوسّع نطاق العمليات العسكرية بين الطرفين المتحاربين في السودان.
مساعي السلام تتعثر
على الرغم من المحاولات المتكررة، لم تنجح جهود الوساطة في التوصل إلى تسوية تنهي الحرب الدائرة في السودان منذ أبريل 2023، والتي أسفرت عن سقوط عشرات الآلاف من الضحايا وتسببت في أزمة إنسانية حادة.
رفض مقترح الهدنة
أعلنت الحكومة السودانية المدعومة من الجيش رفضها لمقترح هدنة، معتبرة أن أي عملية سياسية يجب أن تحترم سيادة الدولة السودانية ومؤسساتها الشرعية.
كان المقترح يدعو إلى هدنة إنسانية مدتها ثلاثة أشهر، يعقبها وقف دائم لإطلاق النار وفترة انتقالية مدتها تسعة أشهر تؤدي إلى تشكيل حكومة مدنية.
حكومة مدنية جديدة
في شهر مايو الماضي، قام الجيش السوداني بتعيين حكومة مدنية جديدة، في خطوة تهدف إلى إضفاء الشرعية على السلطة القائمة.
السودان في مهب الريح
أسفرت الحرب عن تقسيم السودان إلى مناطق نفوذ متنازع عليها، حيث يسيطر الجيش على الخرطوم والشرق والشمال، بينما تقع معظم أجزاء إقليم دارفور وأجزاء من الجنوب تحت سيطرة قوات الدعم السريع.
أدت الحرب إلى مقتل عشرات الآلاف ونزوح الملايين، وتواجه البلاد أزمة إنسانية وغذائية حادة، بالإضافة إلى تفشي وباء الكوليرا على نطاق واسع.