السبت 13 سبتمبر 2025
spot_img

وفاة رجل دين ببغداد تثير جدلا وتحقيقا رسميا

spot_img

في تطورات مؤسفة هزت الأوساط الدينية والسياسية، أثارت وفاة رجل دين بارز في بغداد غضباً واسعاً، وذلك عقب تعرضه لاعتداء داخل أحد المساجد. الحكومة العراقية تتحرك سريعاً وتعلن عن فتح تحقيق رسمي رفيع المستوى لكشف ملابسات الحادث.

تفاصيل الحادثة

فارق عبد الستار القرغولي، الإمام والخطيب المعروف في بغداد، الحياة يوم الجمعة الماضية. مصادر دينية وأمنية أكدت تعرضه لاعتداء جسدي داخل مسجد كريم الناصر بمنطقة الدورة جنوبي العاصمة. تشير التقارير الأولية إلى أن الاعتداء نفذته مجموعة يُعتقد انتماؤها لتيار ديني متشدد.

روايات شهود العيان والمصادر الدينية تشير إلى أن الحادثة وقعت إثر خلاف حاد حول أحقية إلقاء خطبة الجمعة داخل المسجد.

خلاف على الخطبة

كان من المقرر أن يتولى القرغولي خطبة الجمعة، وفقاً لجدول مُعد مسبقاً من قبل الوقف السني، المؤسسة الرسمية المشرفة على المساجد في العراق. هذا الترتيب كان بالتناوب مع خطيب آخر ينتمي لتيار يُعرف محلياً باسم “المدخليين”.

إلا أن خطيباً آخر حضر إلى المسجد برفقة مجموعة قوامها حوالي 30 شخصاً، قيل إنهم جُلبوا من خارج المنطقة، ومنعوا القرغولي من الصعود إلى المنبر واحتجزوه في غرفة داخل المسجد.

اعتداء وأزمة قلبية

وفقاً لروايات طبية وأمنية، تعرض القرغولي إلى الدفع والاعتداء الجسدي، ما أدى إلى إصابته بأزمة قلبية حادة أودت بحياته، خاصة أنه كان يعاني من مشكلات صحية مزمنة في القلب.

تحرك حكومي عاجل

أمر رئيس الوزراء العراقي، محمد شياع السوداني، بصفته القائد العام للقوات المسلحة، بفتح تحقيق فوري وعاجل في الحادثة. تم تشكيل لجنة تحقيق يرأسها قائد عمليات بغداد، وتضم ممثلين عن وزارة الداخلية وجهاز الأمن الوطني.

الحكومة العراقية أكدت في بيان رسمي أنها “لن تتهاون في محاسبة أي جهة يثبت تورطها أو تقصيرها”. السوداني شدد على أهمية ترسيخ قيم التسامح والتعايش السلمي، ورفض كل أشكال التحريض والكراهية الدينية.

إدانة الوقف السني

ديوان الوقف السني وصف الحادث بأنه “عمل إجرامي شنيع”. وأكد توقيف عدد من المتورطين، مطالباً بتوفير الحماية اللازمة لأئمة وخطباء المساجد الذين “يؤدون واجباً دينياً ووطنياً مهماً”.

المجمع الفقهي العراقي، وهو من أبرز المؤسسات الدينية السنية في العراق، طالب الرئاسات العراقية الثلاث بالتدخل العاجل، وإقامة دعوى قضائية على الخطيب المسؤول عن الحادثة.

اتهامات سياسية متبادلة

من جهته، أدان مصطفى البياتي، رئيس مجلس أئمة وخطباء منطقة الأعظمية في بغداد، الحادثة بشدة. البياتي اتهم ما أسماهم “بلطجية مدعومين سياسياً” بالوقوف وراء الهجوم، محذراً من أن هذه الجماعات تمثل “تهديداً متصاعداً، وتعمل حاضنة للتطرف”.

البياتي اتهم أطرافاً سياسية بعرقلة تنفيذ قرارات أمنية سابقة كانت تهدف إلى منع نفوذ مجموعات متشددة داخل المساجد. وأكد أن ما حدث “نتيجة للتراخي السياسي، وغياب الحزم أمام جماعات متطرفة تثير الفتنة في المجتمع”.

صراع على النفوذ الديني

يراقب المراقبون عن كثب الصراع الدائر داخل المؤسسة الدينية في العراق. هذا الصراع بين تيارات مختلفة تتنافس على النفوذ داخل المساجد يتصاعد مع اقتراب الانتخابات العراقية القادمة.

تشهد مساجد بغداد وغيرها من المحافظات محاولات مستمرة من جماعات دينية لبسط نفوذها، وسط اتهامات متبادلة بتلقي دعم سياسي من أطراف متنازعة انتخابياً.

اقرأ أيضا

اخترنا لك