شهدت أبوظبي مباحثات مصرية إماراتية رفيعة المستوى، تركزت حول تعزيز الشراكة الاقتصادية الشاملة بين البلدين، بهدف إطلاق مرحلة جديدة من التكامل الاقتصادي والتجاري. الزيارة التي قام بها وزير الخارجية المصري، بدر عبد العاطي، تؤكد حرص البلدين على تسريع وتيرة التعاون الاقتصادي.
شراكة اقتصادية شاملة
أكد وزير الخارجية المصري، خلال لقائه مع وزير التجارة الخارجية الإماراتي، ثاني بن أحمد الزيودي، على أهمية تسريع مسار الشراكة الاقتصادية الشاملة، وإزالة كافة النقاط الفنية العالقة في أقرب وقت ممكن، بما يخدم المصالح المشتركة للبلدين.
وفي شهر مايو الماضي، ناقش مسؤولون من مصر والإمارات تطورات مفاوضات اتفاق الشراكة الاستراتيجية. تعهدت القاهرة بإزالة أية معوقات قد تعترض توسيع الاستثمارات الإماراتية في مصر، وذلك خلال لقاء جمع وزير الاستثمار والتجارة الخارجية المصري، حسن الخطيب، بنظيره الإماراتي.
استثمارات بمليارات الدولارات
تأتي زيارة عبد العاطي إلى أبوظبي بعد أيام قليلة من إعلان الحكومة المصرية عن “صفقة استثمارية” ضخمة لتطوير مشروع “مراسي ريد” على ساحل البحر الأحمر، وذلك بمشاركة تحالف سعودي إماراتي. تقدر قيمة الاستثمارات في هذا المشروع بأكثر من 900 مليار جنيه مصري (18.5 مليار دولار أمريكي).
خلال لقاء آخر جمعه بوزير الاستثمار الإماراتي، محمد حسن السويدي، أشاد وزير الخارجية المصري بالزيادة الكبيرة في حجم التدفقات الاستثمارية الإماراتية المباشرة إلى السوق المصرية، معتبرا ذلك انعكاسا للثقة المتبادلة في المناخ الاستثماري المصري، وتجسيدا لعمق الشراكة الاستراتيجية بين البلدين.
تطوير مناخ الاستثمار
استعرض الجانبان خلال اللقاء الجهود المبذولة لتطوير مناخ الاستثمار في مصر، والإجراءات الطموحة التي اتخذتها الحكومة المصرية لتحسين بيئة الأعمال، والتي كان من أبرزها اعتماد الاستراتيجية الوطنية للاستثمار 2024-2030، بهدف جذب المزيد من الاستثمارات الأجنبية المباشرة.
كشفت إحصاءات الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء في مصر عن ارتفاع قيمة الاستثمارات الإماراتية في مصر لتسجل 38.9 مليار دولار خلال الفترة 2023-2024، مقارنة بـ 3 مليارات دولار خلال الفترة 2022-2023، مما يعكس التطور الكبير في العلاقات الاقتصادية بين البلدين.
مشروع رأس الحكمة
وقعت مصر والإمارات اتفاقاً لتطوير وتنمية مدينة رأس الحكمة على ساحل البحر الأبيض المتوسط في شهر فبراير الماضي، باستثمارات تقدر بنحو 150 مليار دولار على مدار مدة المشروع، مما يجعله أحد أكبر المشروعات الاستثمارية في تاريخ مصر.
تناول اجتماع عبد العاطي مع وزير التجارة الخارجية الإماراتي الزخم القائم في مسار التعاون الاقتصادي بين مصر والإمارات، والذي تجسد في المشروعات الاستثمارية الكبرى التي تم إطلاقها مؤخراً، وفي مقدمتها تطوير منطقة رأس الحكمة والبحر الأحمر، وهو ما يمثل نقلة نوعية في الشراكة الاستثمارية بين الجانبين.
رؤى مشتركة إقليمية
أكد السفير رخا أحمد حسن، عضو المجلس المصري للشؤون الخارجية، أن العلاقات التجارية والاقتصادية تشكل أساساً لتطور التعاون بين الدول بعيداً عن المتغيرات السياسية، بما تحققه من مكاسب مشتركة للطرفين، ويبقى هناك حرص للحفاظ عليها وتنميتها.
أضاف أن وجود رؤى مشتركة حول القضايا الإقليمية بين مصر والإمارات يدعم تطوير الفرص الاستثمارية في ظل التحديات الإقليمية الراهنة، مما يعزز الاستقرار الاقتصادي والسياسي في المنطقة.
تكامل إقليمي مستدام
أكد عبد العاطي خلال لقائه وزير الاستثمار الإماراتي على اهتمام مصر بتوسيع التعاون والتكامل الإقليمي، مشيداً بالشراكة الصناعية التكاملية لتنمية اقتصادية مستدامة التي تجمع بين عدد من الدول العربية والإقليمية، من بينها مصر والإمارات.
يذكر أن الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات، قام بزيارة إلى مصر في نهاية الشهر الماضي، التقى خلالها الرئيس عبد الفتاح السيسي، وأشاد بما تشهده العلاقات بين البلدين من تطور مستمر في مختلف المجالات، وبما يعكس وحدة المصير والرؤية المشتركة تجاه التحديات التي تواجه المنطقة.