الخميس 11 سبتمبر 2025
spot_img

الصين تتقدم في سباق الغواصات بالمحيط الهادئ

spot_img

تستعد الصين لتعزيز مكانتها كقوة بحرية عالمية، مدفوعة بتطورات تكنولوجية جديدة في مجال الغواصات، ما يزيد من احتمالية وقوع سباق تسلح في أعماق المحيط الهادئ، بحسب تقرير لصحيفة “وول ستريت جورنال”.

تطورات تقنية جديدة

أشار التقرير إلى أن الغواصات الصينية أصبحت أقل ضجيجاً وأكثر سرعة، كما أنها تتمتع بقدرات حمل أسلحة متطورة وأجهزة استشعار متقدمة، مما يعزز قدرتها على البقاء تحت الماء لفترات طويلة.

في إطار هذه التحسينات، وسع الجيش الصيني نطاق انتشاره في المحيط الهادئ، حيث يجري تدريبات تحاكي سيناريوهات حصار وتدخل عسكري حول تايوان، مما يجعل الحاجة إلى الغواصات أكثر إلحاحاً مقارنة بأي وقت مضى منذ الحرب العالمية الثانية.

الاستجابة الأميركية

رداً على التحديات المتزايدة، تركز الولايات المتحدة وحلفاؤها على تعزيز أساطيلهم تحت الماء، مع تمركز نحو 60% من غواصاتهم العالمية في المحيطين الهندي والهادئ.

أوضح بيتر جينينجز، نائب وزير الدفاع الأسترالي السابق، أن العديد من الدول تسعى الآن لتوسيع أسطولها البحري، مما يعكس أهمية الغواصات في هذه الاستراتيجية الدفاعية.

تحديات بناء غواصات جديدة

لكن تقرير “وول ستريت جورنال” حذر من أن الولايات المتحدة تواجه عقبات في تطوير غواصات جديدة. إذ تأثرت اتفاقية “أوكوس” الدفاعية، التي تهدف إلى تعزيز قدرات الردع ضد الصين، بخلافات في الإنتاج.

حتى وقت قريب، لم تكن الصين تمثل تهديداً كبيراً، حيث كانت تركز على بناء غواصات تعمل بالديزل والكهرباء، التي كانت كافية لعملياتها في غرب المحيط الهادئ.

قفزة تكنولوجية

بينما كانت أول غواصة صينية تعمل بالطاقة النووية بطيئة وضوضائية، فإن التطورات الحالية تشير إلى احتمال حدوث قفزة تكنولوجية في هذا المجال، تمكّن الصين من تقليل مستوى الضجيج إلى حد كبير، مما يصعب عملية رصدها.

تقدم الصين أيضًا غواصات نووية متطورة تتميز بكفاءة أكبر، مثل الغواصة Type 095 الجديدة، المتوقعة أن تحتوي على أنابيب إطلاق لصواريخ كروز.

ابتكارات جديدة في الغواصات

استعرضت الصين أيضاً مركبات مسيرة جديدة تحت الماء، تشمل غواصات متعددة الاستخدامات، ما يعكس تقدمها التكنولوجي.

ومع ذلك، فإن تطوير غواصة هجومية صغيرة تجمع بين القدرة النووية والتقليدية قد تأخر بسبب مشكلات في الإنتاج.

تفوق أميركي لا يزال قائماً

على الرغم من تقدم الصين، لا تزال الولايات المتحدة تتفوق تقنياً، حيث تمتلك غواصات أكثر هدوءاً وكفاءة. تتجه الأنظار إلى التحسينات الكبرى في أسطول غواصاتها من طراز “فيرجينيا” والتي ستعزز قدراتها القتالية.

كما تعمل الولايات المتحدة على دمج الذكاء الاصطناعي في غواصاتها لضمان تفوق تقني مستمر.

نقاط القوة والإنتاج

تستفيد الصين من قدرة صناعتها البحرية الضخمة، مما يمنحها ميزة في بناء السفن، وقد أظهرت التزامًا قويًا بتطوير غواصات تقليدية رخيصة وفعالة.

ومع ذلك، يعاني القطاع الأميركي من تحديات في الإنتاج، ممّا يؤخر تسليم غواصات جديدة.

التحديات المستقبلية

تشكل التأخيرات في الصيانة وبناء غواصات جديدة عائقًا أمام الولايات المتحدة، حيث أن الجهود الحثيثة لتعزيز القوة البحرية ستواجه صعوبات كبيرة.

وفي حديثه عن اتفاقية “أوكوس”، أشار إلبريدج كولبي، وكيل وزارة الدفاع الأميركية، إلى أهمية الإنتاج السريع للغواصات وأثر ذلك على تفوق الولايات المتحدة.

اقرأ أيضا

اخترنا لك