في عملية نوعية، أحبطت الأجهزة الأمنية اللبنانية محاولة تهريب ضخمة للمخدرات في شمال لبنان، حيث تم ضبط ما يقارب 8 ملايين حبة كبتاغون تقدر قيمتها السوقية بأكثر من 90 مليون دولار. وتأتي هذه العملية في إطار جهود لبنانية مكثفة لمكافحة المخدرات وتعزيز التعاون مع الدول العربية في هذا المجال.
أولوية وطنية وأمنية
أكد الرئيس اللبناني جوزيف عون أن مكافحة المخدرات تمثل أولوية وطنية وأمنية قصوى، مشيدًا بالجهود المشتركة التي بذلتها الأجهزة اللبنانية في إحباط هذه العملية الكبيرة.
وشدد عون على خطورة آفة المخدرات التي لا تقتصر على المدمنين، بل تهدد المجتمع بأسره، مؤكدًا أن الدولة ماضية بكل جدية في هذه المواجهة.
دعوة للتعاون القضائي
دعا الرئيس اللبناني المواطنين إلى التعاون مع القوى الأمنية للكشف عن المروجين والمتاجرين بالمخدرات، كما شدد على ضرورة أن تكون الأحكام القضائية حاسمة ورادعة.
وهنأ عون الضباط على الإنجاز الأمني المميز، مثمناً الجهود المبذولة في مكافحة التهريب وضبط المخدرات.
اجتماع أمني في بعبدا
ترأس الرئيس عون اجتماعاً أمنياً في قصر بعبدا، بحضور وزير الداخلية والبلديات أحمد الحجار، والمدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء رائد عبد الله، وقائد الشرطة القضائية العميد زياد قائد بيه، ورئيس المباحث الجنائية العامة العميد جيرار نصر، ورئيس مكتب مكافحة المخدرات المركزي العقيد أيمن مشموشي.
معلومات سعودية حاسمة
كشف الوزير الحجار أن العملية النوعية جاءت بعد معلومات دقيقة من المديرية العامة لمكافحة المخدرات في وزارة الداخلية السعودية، إثر ضبط شحنة تضم ستة ملايين حبة كبتاغون كانت متجهة إلى الكويت.
وأوضح الحجار أن هذا التعاون أدى بسرعة قياسية إلى تحديد مصدر الشحنة في بلدة بخعون شمال لبنان، ومداهمة المستودع وضبط الكمية وتوقيف المتورطين.
استمرار التعاون العربي
أشار الحجار إلى أن التعاون مستمر بين لبنان والدول العربية، لا سيما المملكة العربية السعودية وجميع أجهزتها الأمنية، وكذلك مع الأجهزة التابعة لدول أخرى كالكويت.
وأكد وجود دعم مستمر من الرئيس عون لمتابعة هذا الموضوع خلال لقاءاته مع المسؤولين في الدول التي يزورها، لا سيما دول الخليج، للحصول على دعم للأجهزة الأمنية لتقوم بواجبها في هذا المجال على أكمل وجه.
تفاصيل المداهمة والتحقيقات
كشف الحجار عن تفاصيل العملية، قائلاً إن القوى الأمنية ضبطت كمية من الكوكايين كانت معدة للتوزيع في لبنان قبل أيام قليلة.
وأشار إلى أن مداهمة بخعون أسفرت عن ضبط نحو 8 ملايين حبة كبتاغون معدة للشحن إلى الخارج، وأن القيمة السوقية لهذه الشحنة تتجاوز 90 مليون دولار، وقد تم توقيف ثلاثة أشخاص متورطين، فيما لا تزال التحقيقات مستمرة.
تشديد الرقابة الحدودية
يأتي الكشف عن إحباط هذه الشحنة، في سياق الإجراءات الأمنية اللبنانية الرسمية لمكافحة المخدرات، وملاحقة المتورطين، وضبط الحدود مع سوريا.
وانعقد أول اجتماعات اللجنتين اللبنانية والسورية في دمشق لمناقشة ملفات أمنية وقضائية حساسة من بينها ضبط الحدود المشتركة ومكافحة تهريب الكبتاغون.
ضبط الحدود أولوية قصوى
أوضحت مصادر رسمية أن النقاش ركز بشكل خاص على مكافحة تهريب الكبتاغون عبر الحدود، سواء من سوريا إلى لبنان أو بالعكس، على أن يُعقد اجتماع ثانٍ بعد ثلاثة أسابيع في بيروت.
وأكد نائب رئيس الحكومة اللبنانية أن إعطاء الأولوية لضبط الحدود ومحاربة التهريب بات يشكل ضرورة ملحة، لما يشكله هذا الملف من تهديد مباشر للبنان ولدول الخليج.
رسائل إيجابية متعددة
يسعى لبنان من خلال هذا المسار المزدوج إلى طمأنة الداخل والخارج معاً، عبر إثبات جدية الدولة في مكافحة المخدرات من خلال الإنجازات الأمنية، وتعزيز التعاون مع السعودية والكويت.
كما يهدف لبنان إلى التنسيق مع دمشق لضبط الحدود، مما يوحي بأن نجاح هذه الجهود سيحدد، ليس فقط مسار الحرب على الكبتاغون، بل أيضاً مستقبل العلاقات اللبنانية الخليجية واللبنانية السورية في المرحلة المقبلة.