هجمات الحوثيين الأخيرة على إسرائيل، رغم الاختراقات الأمنية التي حققتها طائراتهم المسيّرة، لم ترتقِ إلى مستوى الضربة الإسرائيلية النوعية التي استهدفت قياداتهم، لتتزايد التساؤلات حول مستقبل الجماعة ودور إيران الداعم لها في ظل التصعيد المستمر.
استهدافات حيوية
استغلت الجماعة الحوثية، المدعومة من إيران، ثغرات في الدفاعات الإسرائيلية لاستهداف مواقع حساسة، بما في ذلك مدينة ديمونة ومفاعلَها النووي، ومطار رامون حيث أصابت صالة الوصول، مؤكدةً تطوير أسلحتها كرد على اغتيال قادتها.
عملية الاغتيال الإسرائيلية أثارت تكهنات حول مصير الجماعة، وإمكانية إضعافها بنيوياً كما حدث مع “حزب الله” اللبناني، خاصةً مع استمرار الحوثيين في التصعيد، وعدم سعي إيران لحمايتهم من الاستهداف.
اليمن.. ساحة مواجهة
المواجهة المتصاعدة عززت مكانة اليمن كساحة رئيسية في الصراع بين إسرائيل وإيران، في ظل غموض التطورات المستقبلية، ما يجعل المنطقة على صفيح ساخن.
ارتباط بالمشروع الإيراني
إسلام المنسي، الباحث في الشؤون الإيرانية، يرى أن التصعيد مرتبط بمشروع إيران الإقليمي وملفها النووي، ما يعني استمرار الهجمات الحوثية طالما يخدم ذلك المصالح الإيرانية.
“الحرس الثوري” الإيراني سيقوم بتأهيل قيادات حوثية بديلة، وستعمل الجماعة على تعبئة المواقع الشاغرة، مؤكداً أن الهدف الأساسي هو تحقيق المصالح الإيرانية في المنطقة.
أسلحة غير تقليدية
اتهامات مسؤول حكومي يمني لحصول الحوثيين على أسلحة غير تقليدية من إيران قد يُحدث نقلة نوعية في التصعيد، في ظل توقعات بعودة المواجهات المباشرة بين إسرائيل وإيران.
معمر الإرياني، وزير الإعلام اليمني، اتهم الحوثيين بإنتاج أسلحة كيميائية باستخدام مكونات مهربة من إيران، ما يثير المخاوف من اتساع رقعة الصراع.
مغامرة وتبعية لإيران
الضربة الإسرائيلية التي استهدفت مسؤولين حوثيين، توحي بأن تل أبيب لن تتوقف عند هذا المستوى، وأنها قد تستهدف شخصيات قيادية أكثر أهمية.
شرعية التصعيد
أحمد عباس، الباحث السياسي اليمني، يرى أن الجماعة الحوثية تستمد شرعيتها عبر المغامرة والتصعيد، سواء داخلياً أو خارجياً عبر الارتباط بالمشروع الإيراني.
اغتيال القيادات الوسطية لن يمنع الحوثيين من الاستمرار في التصعيد، وقد يستثمرونه في خطابهم الدعائي، مؤكداً أن قرار التصعيد يخضع للإرادة الإيرانية.
تصريحات وزير الدفاع الإيراني حول تأسيس مصانع عسكرية خارج حدودها، تؤكد أن الجماعة الحوثية تشكل أهم قاعدة لتمدد “الحرس الثوري” بعد ضربات “حزب الله”.
إرباك أمني حوثي
عملية الاغتيال الإسرائيلية أربكت حسابات الجماعة الحوثية الأمنية، وعززت شكوكها حول ولاء بعض الشخصيات، وفرضت عليها المزيد من الحيطة والحذر.
خيارات محدودة للحوثيين
تواجه الجماعة الحوثية تحديات في إعادة توزيع المناصب وتشكيل حكومة جديدة، وسط غضب شعبي بسبب ممارساتها القمعية وإجراءات الجباية.
تهديد دول المنطقة
صلاح علي صلاح، الباحث السياسي اليمني، يرى أن خيارات الحوثيين أصبحت محدودة أمام التفوق الإسرائيلي، ورغم ذلك سيستمرون في التصعيد، وقد يلجأون إلى تهديد دول المنطقة.
خيارات إسرائيل قد تكون أوسع، خاصةً إذا تمكنت من تجنيد عملاء يمدونها بمعلومات حول تحركات قادة الجماعة، إلى جانب مضاعفة الحصار الاقتصادي.
أسلوب الاستنزاف التدريجي
يرجح الباحث أحمد عباس أن يستمر التصعيد، خاصة بعد تفعيل آلية الزناد، معتبراً أن أسلوب إسرائيل في التعامل مع الحوثيين مشابه لأسلوبها مع “حزب الله”، عبر الاستنزاف المتدرج.
تعامل الجماعة مع مقتل رئيس وأعضاء حكومتها أثار استياء أنصارها، حيث لم تظهر مراسم التشييع احتراماً كافياً للقتلى، في مقابل الاحتفالات الحاشدة بالمولد النبوي.