غارات إسرائيلية تستهدف أبراج غزة السكنية وسط اتهامات بـ “تكتيك التدمير”
في تصعيد جديد، شن الطيران الإسرائيلي غارة على مبنى مرتفع في مدينة غزة اليوم الاثنين، مدعياً استخدامه من قبل حركة “حماس”. يأتي هذا الهجوم ضمن سلسلة استهدافات طالت أبراجًا سكنية في القطاع.
مزاعم الجيش الإسرائيلي
أفاد الجيش الإسرائيلي، وفقًا لموقع “تايمز أوف إسرائيل”، بأن عناصر تابعة لحماس كانت قد أقامت نقاط مراقبة، وزودت المبنى بمعدات رصد وأجهزة تفجير. وأضاف الجيش أن الضربة نُفذت بذخائر دقيقة مع مراقبة جوية مشددة، بهدف تقليل الأضرار المدنية المحتملة.
يُذكر أن هذا المبنى هو الرابع من نوعه الذي يتم استهدافه في غزة خلال الأيام الأخيرة، حيث يزعم الجيش الإسرائيلي أن جميع هذه المباني كانت تُستخدم “لأغراض إرهابية” من قبل حماس.
تحذيرات مسبقة
وكان الجيش الإسرائيلي قد أعلن يوم الجمعة الماضي عن نيته مهاجمة عدة مبانٍ مرتفعة خلال الأيام المقبلة. وأوضح أنه أجرى “بحثاً استخباراتياً واسعاً”، وكشف عن “نشاطاً إرهابياً مكثفاً” لحماس داخل مجموعة واسعة من البنى التحتية في مدينة غزة، وخاصة في الأبراج متعددة الطوابق.
وبحسب عقيدة القتال المتبعة لدى حماس، قامت المنظمة بدمج وسائل لجمع معلومات استخبارية، وكاميرات، ومواقع قنص، وإطلاق صواريخ مضادة للدروع داخل هذه المباني. كما أُنشئت غرف مراقبة ومراكز قيادة وسيطرة في بعضها.
“تكتيك هدم الأبراج”
تثير سياسة هدم الأبراج السكنية مخاوف جدية، نظرًا لاحتوائها على عدد كبير من الشقق السكنية التي غالبًا ما تؤوي عائلات نازحة. ومع تزايد الدمار في غزة نتيجة العمليات العسكرية الإسرائيلية، فإن تدمير برج واحد قد يتسبب في تشريد عشرات الأسر.
هذه ليست المرة الأولى التي يستهدف فيها الجيش الإسرائيلي الأبراج السكنية، ففي أعقاب هجوم حماس وفصائل فلسطينية أخرى على جنوب إسرائيل في 7 أكتوبر 2023، شن الجيش الإسرائيلي غارات استهدفت برج فلسطين.
تبرير استهداف الأبراج
في 7 أكتوبر 2023، صرح أفيخاي أدرعي، المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، بأنه تم شن غارة على مبنى فلسطين الذي احتوى على مكاتب تابعة لحماس تُستخدم لتوجيه العمليات. كما استهدفت غارة أخرى برجاً استخدمه جهاز الأمن الوطني التابع لحماس في قطاع غزة.
كما استهدف الجيش الإسرائيلي الأبراج السكنية خلال حربي 2014 و2021. وفي مايو 2021، أدت ضربة جوية إسرائيلية إلى انهيار برج سكني من 13 طابقاً في قطاع غزة، قيل إنه يضم مكتباً تستخدمه القيادة السياسية لحماس.
شهادات من قلب الحدث
أحمد الشوا، الذي كان يقطن برج الظافر 4 مع عائلته، روى لـ”الشرق الأوسط” لحظات قصف البرج عام 2014 قائلاً: “كانت لحظات عصيبة. لم أتخيل أننا سنصبح بلا مأوى. قصفوا البرج بأكمله وكأنه لم يكن. كان هناك برج والآن اختفى”.
وأضاف: “أسقطوا البرج بأربعة صواريخ وكأن شخصاً يكسر قطع بسكويت. كانت الصواريخ قوية جداً. شفطت البرج شفطاً حتى أسقط كما هو”.
ردود فعل فلسطينية
حركة حماس رأت أن سياسة هدم الأبراج السكنية “إمعان واضح في ارتكاب جريمة تهجير قسري وتطهير عرقي ممنهج بحق المدنيين الأبرياء”.
وأضافت في بيان يوم السبت أن “استهداف الأبراج السكنية المكتظة بالنازحين والنساء والأطفال، بذريعة استخدامها من المقاومة، أكاذيب مفضوحة وذرائع واهية”. وحذرت من أن “استمرار هذه الجرائم يهدف إلى تدمير مدينة غزة بالكامل، وفرض تهجير قسري شامل على سكانها”.