الإثنين 8 سبتمبر 2025
spot_img

مصر وإسرائيل: تصعيد إعلامي وسياسي بشأن تهجير الفلسطينيين

spot_img

أزمة “تهجير الفلسطينيين” من قطاع غزة تثير تصاعدًا ملحوظًا في “حديث الحرب” بين مصر وإسرائيل، وسط “توتر غير مسبوق” في العلاقات الثنائية. على الرغم من ذلك، يرى خبراء أن التصعيد العسكري مستبعد، مع تأكيدهم على “حرص البلدين على السلام”، رغم التصريحات الإعلامية المتضاربة.

حدة التوتر تتصاعد

شهدت الفترة الأخيرة تصاعدًا في حدة التوتر بين مصر وإسرائيل، تجلى في التصريحات الإعلامية المتبادلة وانتقاله إلى وسائل التواصل الاجتماعي. تصدرت هاشتاغات مثل “#الجيش_المصري_قادر_وجاهز” و”#عاش_الجيش_المصري_عاش” المنصات، بدفع من دعوات إعلامية.

الإعلامي المصري أحمد موسى طالب متابعيه بنشر هاشتاغ “عاش الجيش المصري عاش” بهدف “زلزلة منصة (إكس)”.

رسائل متبادلة

تداول رواد وسائل التواصل الاجتماعي صورة من بيان للمتحدث العسكري المصري، تظهر رئيس أركان حرب القوات المسلحة يتفقد المنظومة التعليمية في المعاهد العسكرية، وخلفه لوحة كُتب عليها “المبادئ العامة للعمليات الهجومية الإسرائيلية”.

المدون المصري لؤي الخطيب أوضح أن الصورة تشير إلى أن الضباط يتعلمون كيفية التعامل مع “العدو الإسرائيلي عسكريًا”، وهو استعداد متزايد نتيجة للتوترات غير المسبوقة.

تحذيرات إسرائيلية

في المقابل، نشرت وسائل إعلام عبرية تحذيرات من “تعزيز مصر لوجودها العسكري في سيناء”، حيث ادعى الخبير الاستراتيجي الإسرائيلي أرييل كاهانا أن “مصر تنتهك اتفاق السلام بزيادة الحشود العسكرية في سيناء”.

موقع “JDN” الإسرائيلي نشر تقريرًا يتساءل عن “مدى استعداد إسرائيل لمواجهة عملية عسكرية مصرية”.

خلفية السجال

الحديث عن الحرب يأتي مدفوعًا بسجال سياسي بين مصر وإسرائيل على خلفية أزمة “التهجير”، والتي تصاعدت بعد تصريحات لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أشار فيها إلى إمكانية فتح معبر رفح أمام سكان غزة الراغبين في الخروج.

رئيس “هيئة الاستعلامات” المصرية ضياء رشوان رد بأن نتنياهو يريد فتح معبر رفح من أجل “المنافي للفلسطينيين والشتات مرة أخرى”.

ردود فعل رسمية

وزارة الخارجية المصرية أعربت عن “بالغ استهجانها” لتصريحات نتنياهو، وأكدت أنها “لن تكون أبدًا شريكاً في هذا الظلم، من خلال تصفية القضية الفلسطينية، أو أن تصبح بوابة التهجير”.

نتنياهو رد بأن “وزارة الخارجية المصرية تفضل سَجن سكان غزة الذين يريدون مغادرة منطقة الحرب ضد إرادتهم”.

خط أحمر

وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي وصف تهجير الفلسطينيين بالطوعي بأنه “هراء”، مؤكدًا أن “مسألة التهجير خط أحمر للأردن ومصر والدول العربية، ولن يتم السماح به تحت أي ظرف من الظروف”.

الإعلامي المصري عمرو أديب وصف ما يحدث بأنه “ذروة التوتر في العلاقات بين مصر وإسرائيل”.

حرب كلامية

الخبير العسكري المصري اللواء سمير فرج وصف الأحداث بأنها “حرب كلامية نفسية للضغط على مصر وحركة (حماس)”، مؤكدًا أنها “لن تصل إلى حد المواجهة العسكرية”.

وأشار إلى أن “التدريب العسكري الأخير بين مصر والولايات المتحدة أرسل رسالة واضحة بشأن مدى قوة واستعداد الجيش المصري لأي مواجهة”.

مناورات عسكرية

في نهاية أغسطس (آب) الماضي، انطلقت فعاليات التدريب المصري – الأميركي المشترك “النجم الساطع (2025)” بمشاركة 43 دولة.

عضو مجلس الشيوخ المصري عبد المنعم سعيد أكد وجود “توتر” في العلاقات، لكنه نفى أن يكون البلدان على “شفا حرب”، واصفًا ما يحدث بأنه “مواجهة سياسية – دبلوماسية”.

معاهدة السلام

مستشار “مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية” عمرو الشوبكي أشار إلى أن “التصعيد الإعلامي والسياسي بين مصر وإسرائيل حدث من قبل”، مؤكدًا أن البلدين متمسكان بمعاهدة السلام.

خبير الشؤون الإسرائيلية سعيد عكاشة أضاف أن “التلاسن بين مصر وإسرائيل لا يعكس الموقف الرسمي للبلدين الحريص على السلام”.

استفزازات إسرائيلية

مساعد وزير الخارجية الأسبق السفير رخا أحمد حسن عزا “التوتر الحالي” إلى “استفزازات إسرائيل التي لا تتفق مع السلام”، لكنه أكد أن التصعيد يظل في إطار “القوى الناعمة والدبلوماسية”.

الأسبوع الماضي، تصاعد السجال بسبب تسريبات حول نية نتنياهو “عدم تمديد اتفاق الغاز مع مصر”، مما دفع ضياء رشوان للتحذير من “عواقب إلغاء الاتفاق”.

تحذيرات مصرية

الشهر الماضي، حذرت مصر من الاقتراب من حدودها، وأكد محافظ شمال سيناء أن أي محاولة للاقتراب من الحدود ستواجَه بـ”رد مفاجئ”.

الشوبكي يرى أن “التصعيد الحقيقي سيحدث إذا ما أقدم نتنياهو على دفع الفلسطينيين إلى الحدود نحو سيناء”.

جهود دبلوماسية

دعا مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق إلى “استغلال اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة للضغط على إسرائيل من أجل إيقاف الحرب”.

عضو مجلس الشيوخ المصري عوّل على “تضافر جهود الدول التي لديها علاقات سياسية أو تجارية مع إسرائيل، واستغلال هذه الورقة في الضغط على نتنياهو لوقف الحرب”.

اقرأ أيضا

اخترنا لك