شرق أفغانستان يئن تحت وطأة سلسلة زلازل مدمرة، حيث تجاوز عدد الضحايا 2200 قتيل وآلاف الجرحى، وسط مخاوف متزايدة من تفاقم الأوضاع الإنسانية جراء الهزات الارتدادية المستمرة والنقص الحاد في الموارد.
هزات ارتدادية قوية
ضربت هزتان ارتداديتان قويتان شرق أفغانستان خلال 12 ساعة، مما زاد من معاناة السكان المنكوبين وأثار مخاوف من وقوع المزيد من الضحايا والدمار في المناطق المتضررة. ووفقًا للمركز الألماني لأبحاث علوم الأرض، بلغت قوة إحدى الهزات 5.4 درجة.
تأتي هذه الهزات الارتدادية في أعقاب سلسلة من الزلازل التي ضربت البلاد خلال الأيام الأربعة الماضية، مما أدى إلى تدمير واسع النطاق في البنية التحتية والمنازل.
حصيلة الضحايا في أفغانستان
أعلنت حكومة “طالبان” عن ارتفاع عدد الوفيات إلى 2205 والإصابات إلى 3640 حتى يوم الخميس. وتتواصل جهود الإنقاذ وسط ظروف صعبة، حيث تعيق الهزات الارتدادية وانزلاقات التربة الوصول إلى المناطق المتضررة.
ذكر شهود عيان أن إقليم ننكرهار شهد هزات ارتدادية متواصلة، ولا تزال عمليات جمع المعلومات حول حجم الأضرار جارية.
الدمار الشامل
أسفرت الزلازل عن تدمير قرى بأكملها في إقليمي كونار وننكرهار، حيث سُوّيت المنازل بالأرض. وذكرت التقارير الأولية أن أكثر من 6700 منزل قد دُمّر، بينما يواصل عمال الإنقاذ انتشال الجثث من تحت الأنقاض.
يعيش الناجون في العراء، حيث يفضلون البقاء خارج منازلهم المتصدعة خوفًا من الهزات الارتدادية المحتملة. وتتفاقم الأوضاع الإنسانية بسبب نقص الغذاء والمأوى والإمدادات الطبية.
الاستجابة الدولية للزلزال
أشارت الأمم المتحدة والوكالات الإغاثية الأخرى إلى الحاجة الماسة إلى توفير الغذاء والمأوى والإمدادات الطبية للمتضررين من الزلزال. وأطلقت منظمة الصحة العالمية نداءً لجمع 4 ملايين دولار لتلبية الاحتياجات الطارئة.
يواجه عمال الإغاثة تحديات كبيرة في الوصول إلى المناطق المتضررة، حيث تعيق الطرق المتضررة والظروف الأمنية جهودهم.
معاناة الناجين من زلازل أفغانستان
قال أحد السكان في إقليم كونار، الأكثر تضررًا، إن “كل ما كنا نملكه دُمّر بالكامل”. وتعيش العديد من العائلات في ظروف قاسية، حيث تفترش العراء وتفتقر إلى الضروريات الأساسية.
تسببت الهزات الارتدادية في حالة من الذعر والخوف بين السكان، الذين يعيشون في حالة ترقب دائم لوقوع المزيد من الزلازل.
الزلازل الأكثر دموية
يعتبر الزلزال الأخير الذي ضرب شرق أفغانستان الأكثر دموية في تاريخ البلاد الحديث. وتزداد عمليات الإغاثة تعقيدًا بسبب انزلاقات التربة والانهيارات الوحلية في المناطق النائية.
تنتظر آلاف العائلات الفقيرة التي باتت بلا مأوى تحت المطر وصول المساعدات والمسؤولين المحليين لتدبير شؤونها.
تحذيرات منظمات الإغاثة
حذرت منظمة “سايف ذي تشلدرن” من أن “موجة مستمرة من الهزات الارتدادية في شرق أفغانستان تثير الهلع بين الأطفال الذين فقدوا عائلاتهم ومنازلهم”. ودعت المنظمة إلى توفير الدعم النفسي للأطفال المتضررين.
أكد المزارع زهير خان صافي أنهم في حاجة ماسة إلى الخيم والمياه والمأكل والأدوية، مشيرًا إلى أن العائلات تعيش في الحقول وتفتقر إلى دورات المياه.
تحديات إضافية
بالإضافة إلى الدمار الذي خلفه الزلزال، يواجه الأفغان تحديات أخرى، مثل النقص الحاد في التمويل الإنساني وعودة أعداد كبيرة من اللاجئين من باكستان وإيران.
دعا المجلس النرويجي للاجئين الجهات المانحة إلى تقديم الدعم، مؤكدًا أن “أفغانستان التي تواجه أزمة تلو أخرى لا يمكن أن تُترك وحيدة”.
دعوة لتعليق ترحيل اللاجئين
في ظل هذه الظروف المأساوية، دعا المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين فيليبو غراندي حكومة باكستان إلى تعليق خطة إعادة اللاجئين الأفغان. وأشار إلى أن الزلزال أثر على 270 ألف أفغاني عادوا للتو إلى بلدهم من باكستان أو إيران.