القاهرة تستعيد علاقاتها الدبلوماسية مع بريطانيا بشكل كامل، حيث استأنفت السفارة البريطانية في القاهرة عملها الاعتيادي، منهيةً بذلك حالة من التوتر المحدود التي استمرت يومين. يأتي هذا التطور بعد إزالة السلطات المصرية لحواجز أسمنتية كانت تحيط بمقر السفارة، وهو ما اعتبره مراقبون مصريون احتواءً ناجحًا لأزمة دبلوماسية محتملة بين البلدين.
إعادة فتح السفارة البريطانية
أعلنت السفارة البريطانية في القاهرة عن استئناف عملها وتقديم خدماتها المتكاملة، وذلك بعد مراجعة شاملة للتأثيرات الناجمة عن إزالة الحواجز الأمنية المحيطة بالمبنى. وأكدت السفارة في منشور عبر منصة “إكس” جاهزيتها لتقديم الدعم القنصلي على مدار الساعة للمواطنين البريطانيين المتواجدين في مصر.
خلفية الأزمة الدبلوماسية
تصاعدت حدة التوتر بعد إعلان السفارة البريطانية عن إغلاق مبناها الرئيسي مؤقتًا، وذلك على خلفية إزالة السلطات المصرية للحواجز الأمنية المحيطة بمبنى السفارة في حي جاردن سيتي بالقاهرة. وقد أثار هذا القرار تساؤلات حول طبيعة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين.
اتهامات ومظاهرات متبادلة
تزامن هذا التطور مع تصاعد حملات تظاهر أمام السفارات والبعثات الدبلوماسية المصرية في الخارج، بما في ذلك لندن، احتجاجًا على ما زعموه من عرقلة مصر لدخول المساعدات إلى قطاع غزة. ونفت القاهرة مرارًا هذه الاتهامات، متهمةً جماعة الإخوان المسلمين بالوقوف وراء هذه الحملات.
موقف مصر من حماية السفارات
في المقابل، اتهمت القاهرة سلطات بعض الدول الغربية، بما في ذلك لندن، بالتقاعس عن توفير الحماية اللازمة للمقار الدبلوماسية المصرية. وأكدت مصر على حقها في حماية سيادتها على أراضيها، مشددة على أن إزالة الحواجز الأمنية لا يعني التخلي عن تأمين السفارات.
إشادة بالدور المصري في غزة
في تطور لافت، أشاد وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي بالدور الحيوي الذي تقوم به مصر في ضمان وصول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، داعيًا الحكومة الإسرائيلية إلى رفع القيود وتسهيل تدفق المساعدات بشكل عاجل.
تأكيد على العلاقات الثنائية
اعتبرت النائبة عايدة نصيف، أمينة سر لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ، التطورات الأخيرة انعكاسًا لحيوية علاقات مصر الدولية وقدرتها على إدارة أي خلافات بروح من المسؤولية والتفاهم المتبادل. وأكدت أن قنوات التواصل المباشر تظل الضمانة الأساسية للحفاظ على المصالح المشتركة.
مبدأ المعاملة بالمثل
أشار السفير رخا أحمد حسن، مساعد وزير الخارجية الأسبق وعضو المجلس المصري للشؤون الخارجية، إلى أن مصر اعتمدت في قرار إزالة الحواجز على مبدأ المعاملة بالمثل، مؤكدًا أن السفارة المصرية في لندن لا تؤمن بحواجز، وبالتالي فإن إزالتها في القاهرة هو حق للدولة.
انتقادات للمظاهرات الخارجية
انتقد عضو المجلس المصري للشؤون الخارجية المظاهرات التي استهدفت السفارات المصرية في الخارج، معتبرًا إياها “مؤامرة” لتخفيف الضغط على إسرائيل ومحاولة إلصاق تهمة عرقلة المساعدات بمصر على غير الواقع. واتفقت معه النائبة أميرة صابر، معتبرة ما حدث محاولات لتشتيت الانتباه عن القضية الفلسطينية.
دعوات لتطبيق اتفاقية فيينا
شدد وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي على أن استهداف البعثات الدبلوماسية المصرية في الخارج يعد “اعتداءً على السيادة وانتهاكًا لاتفاقية فيينا للعلاقات الدبلوماسية”، داعيًا إلى تطبيق “مبدأ المعاملة بالمثل”.
أهمية الدور المصري المحوري
أكدت النائبة عايدة نصيف أن الإشادة البريطانية بالدور المصري في ملف غزة، وما رافقها من انتقاد واضح لعرقلة إدخال المساعدات، يبرزان إدراك لندن لأهمية الدور المحوري الذي تضطلع به القاهرة في إدارة هذا الملف الإنساني المعقد. وأضافت أن هذا الموقف يعزز من قيمة مصر شريكًا رئيسيًا في قضايا الاستقرار الإقليمي.