الإثنين 25 أغسطس 2025
spot_img

ترمب يُفعّل “رئاسة الانتقام” ضد خصومه

spot_img

في تحرك أثار جدلاً واسعاً، يواجه الرئيس الأميركي دونالد ترمب اتهامات باستغلال سلطات منصبه في ملاحقة خصومه السياسيين، تنفيذاً لتعهدات أطلقها خلال حملته الانتخابية.

تفتيش منزل بولتون

أمس الأول الجمعة، قام مكتب التحقيقات الفدرالي بتفتيش منزل جون بولتون، مستشار الأمن القومي السابق لترمب، والذي تحول إلى منتقد صريح للإدارة، واصفاً إياها بـ”رئاسة الانتقام”.

وتأتي هذه الخطوة في سياق سلسلة من التحقيقات التي طالت شخصيات سياسية وإعلامية بارزة، مما أثار مخاوف بشأن استغلال السلطة القضائية لأغراض سياسية.

تحقيقات تطال معارضين لترمب

تشمل قائمة المستهدفين بالتحقيقات ليتيشا جيمس، المحامية العامة لنيويورك، التي قاضت شركة ترمب بتهمة الاحتيال، وآدم شيف، السيناتور الديمقراطي الذي قاد إجراءات العزل الأولى ضد ترمب.

كما طالت التحقيقات لامونيكا مكيفر، النائبة الديمقراطية عن ولاية نيوجيرسي، والعمدة راس جوا باراكا، بالإضافة إلى حاكم نيويورك السابق أندرو كومو.

اتهامات بالانتقام السياسي

لم تتوقف الإجراءات عند هذا الحد، بل امتدت لتشمل مايلز تايلور، الذي حذر من ميول ترمب السلطوية في كتاب له، وكريس كريبس، الذي أكد نزاهة انتخابات 2020، مما أثار غضب الرئيس.

وفي رد فعل على هذه الاتهامات، صرحت المتحدثة باسم البيت الأبيض، أبيجيل جاكسون، بأن ترمب “يعيد إرساء القانون والنظام”، متهمة إدارة جو بايدن باستخدام أدواتها لاستهداف الخصوم السياسيين.

نشر الجيش في المدن الأميركية

إلى جانب التحقيقات، أقدم ترمب على نشر الجيش في مدن أميركية بحجة مكافحة الجريمة والقبض على المهاجرين، بالإضافة إلى إرسال الآلاف من أفراد الحرس الوطني وشرطة إنفاذ القانون الفدرالية إلى شوارع العاصمة.

هذه الإجراءات المتزامنة أثارت قلق الديمقراطيين والمراقبين، الذين يخشون من أن ترمب يستغل سلطة منصبه لترهيب خصومه وتوطيد سلطته، في سابقة غير معهودة في التاريخ الأميركي.

ترمب يتهم الدولة العميقة

يذكر أن ترمب بدأ ولايته الثانية بالعفو عن أكثر من 1500 شخص أدينوا في أحداث اقتحام مبنى الكابيتول في يناير 2021، كما قامت وزارة العدل بفصل بعض ممثلي الادعاء الفدراليين الذين تابعوا هذه القضايا.

و أمرت النائبة العامة بام بوندي هيئة محلفين بالبحث في أصول التحقيق بشأن علاقة حملته الانتخابية عام 2016 بروسيا.

التحقيق في مزاعم تزوير الانتخابات

بالتوازي مع ذلك، فتح مكتب المستشار الخاص تحقيقاً بشأن جاك سميث، ممثل الادعاء الخاص الذي حقق في جهود ترمب لإلغاء نتائج انتخابات 2020 والوثائق السرية التي عثر عليها في منتجعه بفلوريدا.

وفي سياق متصل، حاول ترمب السيطرة على بنك الاحتياط الفدرالي المستقل، متهماً محافظة بالبنك المركزي بالاحتيال في معاملات الرهن العقاري، وطالب باستقالتها أو إقالتها، كما أعلن أن شيكاغو قد تكون المدينة التالية التي سيتم إرسال أفراد من الجيش إليها.

ترمب ينتقد القضاء والجيش

أكد ترمب أنه أبلغ فريقه بعدم إخطاره بعملية تفتيش منزل بولتون مسبقاً، مشدداً على سلطته على جميع الدعاوى القضائية، ومشيراً إلى أنه “كبير مسؤولي إنفاذ القانون”.

كما ورد اسم بولتون في قائمة تضم 60 مسؤولاً سابقاً، وصفها مدير مكتب التحقيقات الفدرالي الحالي كاش باتيل بأنها سجل “الدولة العميقة في السلطة التنفيذية”، محذراً من كونها “قائمة أعداء”.

إلغاء حراسة بولتون يثير الشكوك

عندما عاد ترمب إلى منصبه في يناير، ألغت إدارته عمل الفريق المكلف بحراسة بولتون، الذي تلقى تهديدات بالقتل من إيران، وتأتي هذه الإجراءات ضمن خطوات يبدو أنها تزداد ضراوة.

وقد فصل وزير الدفاع عدة قادة عسكريين يعتقد أنهم منتقدون للرئيس، أو غير موالين له بالقدر الكافي، وألغت الإدارة تصاريح أمنية لنحو 36 مسؤولاً حالياً وسابقاً في قطاع الأمن القومي.

اقرأ أيضا

اخترنا لك