الأحد 24 أغسطس 2025
spot_img

«حزب الله»: سلاح الطائفة ذريعة لأهداف إيرانية في لبنان

spot_img

في خضم الجدل الدائر حول حصر السلاح بيد الدولة، يثير “حزب الله” مجدداً خطاب التعبئة الطائفية، محولاً النقاش السياسي والقانوني إلى صراع مذهبي، ومُذكّراً بمعادلة اختبرها اللبنانيون على مدى عقدين، تتكرر كلما اقترب الحديث من سلاح الحزب ودوره الإقليمي.

حزب الله والسلاح

يرى مراقبون أن “حزب الله” لا يتعامل مع قرار الحكومة الأخير كخلاف حول تطبيق الدستور، بل يصوره على أنه استهداف للشيعة، وهو ما يرفع كلفة أي مواجهة سياسية معه، ويجعلها تبدو صراعاً مع مكون أساسي في المجتمع اللبناني.

الطائفية أداة سياسية

تؤكد الدكتورة منى فياض، أستاذة علم النفس السياسي، أن “حزب الله” اعتاد منذ تأسيسه على استغلال التجييش الطائفي وتوظيفه في كل استحقاق سياسي وأمني، محولاً هذه اللغة إلى أداة لتعبئة الشارع، خاصة في لحظات التوتر.

استعراض القوة

ترى فياض أن استعراض الدراجات النارية الأخير يعكس محاولة الحزب لخلق شارع مقابل شارع، وإظهار أن الطائفة الشيعية بأكملها في مواجهة بقية الطوائف، وهي استراتيجية قديمة تعود إلى ثمانينيات القرن الماضي، حين عمل الحزب على إلغاء أي منافس داخل بيئته.

سيطرة حزب الله

تضيف فياض أن البنية الاجتماعية المذهبية شكلت أرضية صلبة لمشروع الحزب، لكنها في الوقت نفسه جعلت الطائفة أسيرة خطاب واحد، لا يقبل النقد ويبرر أي تحرك على الأرض.

رسائل سياسية

من جهته، يرى السياسي الدكتور حارث سليمان أن مشهد الدراجات النارية ليس تعبيراً عن موقف الطائفة الشيعية ككل، بل هو فعل مُدار من قبل مجموعات هامشية يوظفها “حزب الله” لإيصال رسائل سياسية.

تجنيد الفئات الهشة

يوضح سليمان أن هذه المجموعات تنتمي في معظمها إلى الفئات الأكثر هشاشة اجتماعياً، ويتم تحريكها وتجنيدها عبر وسطاء، لتأدية استعراضات في الشارع، بهدف إظهار صورة وكأن الطائفة الشيعية بأكملها في حالة غضب.

خطر مفتعل

يؤكد سليمان أن المشهدية التي يتم إخراجها في الشارع ليست سوى خطر مفتعل، ولا تعبر عن المزاج الفعلي للطائفة الشيعية، بل هي أقرب إلى عرض صوتي وصوري قصير الأمد، تديره أجهزة أو مجموعات مرتبطة بالحزب.

مصالح إيرانية

يرى مراقبون أن “حزب الله” نجح في ترسيخ صورة تربط بينه وبين الطائفة الشيعية ككل، وهو ما تستفيد منه إيران في صراعها الإقليمي، إذ توظف الساحة اللبنانية كأداة لتحقيق مصالحها.

توترات داخلية

تؤكد فياض أن إيران لا تكترث لما قد تسببه هذه التعبئة من توترات داخلية، ما دامت الورقة اللبنانية باقية في يدها، مشيرة إلى أن اللعبة لا تعني بالضرورة انفجاراً طائفياً شاملاً، لكنها تفتح الباب أمام احتكاكات فردية.

تراجع التعبئة

تعتقد فياض أن رهان “حزب الله” على تعبئة مذهبية شاملة لم يعد مضمون النجاح، لافتة إلى وجود شريحة من الشيعة لم تعد مستعدة للنزول إلى الشارع للدفاع عن الحزب، وأن كثيرين يدركون أن هذه التحركات لا تخدم مصالحهم.

سلاح إيراني

تختم فياض بالتأكيد على أن السلاح الذي يحاول الحزب تصوير نزعه على أنه نزع لسلاح الطائفة، ليس في الحقيقة سوى سلاح إيراني القرار، يستخدم لخدمة أهداف خارجية، محذرة من أن استمرار هذه المعادلة يعني إبقاء لبنان في دائرة الارتهان.

اقرأ أيضا

اخترنا لك