بانيالوکا – يواجه رئيس الكيان الصربي في البوسنة، ميلوراد دوديك، استفتاءً مصيريًا في 25 أكتوبر/تشرين الأول، بعد إدانته قضائيًا والحكم بسجنه لمدة عام مع منعه من الترشح للانتخابات لمدة ست سنوات، بسبب عدم احترامه لقرارات الممثل الدولي السامي.
وجاءت هذه الخطوة المثيرة للجدل بعد تصويت في برلمان جمهورية صربسكا في بانيا لوكا، حيث تم تمرير القرار لدعم دوديك البالغ من العمر 66 عامًا، والذي يرفض التنحي عن منصبه.
خلفية القضية
في فبراير/شباط الماضي، أدانت محكمة الدولة في سراييفو دوديك لعدم امتثاله لقرارات الممثل الدولي السامي المكلف بتطبيق اتفاق السلام الموقع في دايتون قبل نحو 30 عامًا، وتم تثبيت الحكم في الاستئناف في الأول من أغسطس/آب.
تجنب دوديك تنفيذ عقوبة السجن بدفع غرامة مالية كبيرة، لكنه يصر على أن محاكمته تهدف إلى إقصائه من الحياة السياسية، وينتقد الممثل الدولي السامي كريستيان شميت، معتبراً إياه “محرّضًا”.
تفاصيل الاستفتاء
يدعى سكان جمهورية صربسكا إلى الإدلاء بآرائهم حول عدة قضايا، بما في ذلك قبول قرارات الممثل السامي، وأحكام محكمة الدولة، وقرار اللجنة الانتخابية المركزية بعزل دوديك.
من بين 65 نائبًا حضروا الجلسة، صوت 50 لصالح تنظيم الاستفتاء، بينما امتنع نواب المعارضة عن التصويت، واعتبر النائب المعارض نيبويسا فوكانوفيك هذه الخطوة “سياسة مغامرة”.
تهديدات بالانفصال
لوّح دوديك بإجراء استفتاء لاحق حول استقلال الكيان الصربي في حال “عدم احترام رغبة الشعب” في الاستفتاء الحالي، متوقعًا أن يحظى الاستفتاء الثاني بدعم واسع.
الوضع السياسي في البوسنة
بعد حرب 1995، قُسمت البوسنة إلى كيانين يتمتعان بحكم ذاتي، هما جمهورية صربسكا والاتحاد الكرواتي المسلم، مع وجود حكومة مركزية تربط بينهما.
يشرف ممثل دولي سامٍ على الشؤون السياسية والتشريعية في البوسنة منذ 30 عامًا، ويتولى الألماني كريستيان شميت هذا المنصب منذ أربع سنوات.
موقف دوديك من شميت
يعارض دوديك بشدة دور شميت، وكان قد حُكم عليه بالحبس لإقراره قانونين يحظران تطبيق قرارات الممثل السامي وأحكام المحكمة الدستورية البوسنية.
رد شميت بتعديل قانون العقوبات ليشمل عقوبة السجن وحظر الأنشطة السياسية في حال مخالفة المسؤولين لقراراته، وهو ما سمح بمحاكمة دوديك.