السبت 23 أغسطس 2025
spot_img

الأمم المتحدة: المجاعة تعلن رسمياً في غزة

spot_img

في قطاع غزة المحاصر، تتفاقم الأوضاع الإنسانية لتصل إلى مستويات كارثية، حيث أعلن خبراء الأمم المتحدة أن الظروف المعيشية المتردية في المدينة، والتي تشهد نقصًا حادًا في الغذاء وتدهورًا في الخدمات الأساسية، ترقى إلى مستوى المجاعة.

أكد أمجد الشوا، مدير شبكة المنظمات الأهلية الفلسطينية، المقيم في غزة طوال فترة الصراع: “هذا ما كنا نحذر منه منذ شهور، لقد شهدنا وعشنا هذه المأساة. نشعر بعجز شديد ومرض وإرهاق”.

غزة.. مجاعة رسمية

أعلن التصنيف الدولي المتكامل لمراحل الأمن الغذائي (IPC)، بمشاركة الأمم المتحدة، رسميًا عن المجاعة في محافظة غزة، مع توقعات بانتشارها إلى محافظتي دير البلح وخان يونس بحلول نهاية أيلول المقبل.

يشير التصنيف إلى أن أكثر من نصف مليون شخص في قطاع غزة يواجهون ظروفًا كارثية، مصنفة ضمن المرحلة الخامسة، والتي تتميز بالجوع الشديد والموت والعوز، بالإضافة إلى مستويات حرجة للغاية من سوء التغذية الحاد.

مجاعة من صنع الإنسان

منذ إنشائه عام 2004، لم يعلن مركز التخطيط المرحلي المتكامل سوى عن أربع حالات مجاعة، كان آخرها في السودان العام الماضي. وشدد التقرير على أن “هذه المجاعة من صنع الإنسان بالكامل، ويمكن وقفها وعكس مسارها”.

حذر التقرير من زيادة كبيرة في الوفيات إذا لم يتم تطبيق وقف إطلاق النار الفوري واستعادة الإمدادات الغذائية والخدمات الأساسية بشكل عاجل.

الفئات الأكثر تضررًا

مسؤولو الإغاثة يؤكدون أن الفئات الأكثر ضعفًا من بين ما يتراوح بين 500 ألف و800 ألف فلسطيني يعيشون حاليًا في مدينة غزة، هم الأكثر عرضة للخطر، وعلى رأسهم كبار السن والشباب والمرضى والمعزولين اجتماعيًا.

“ليس لدينا شيء”

تقول صباح عنتيز، 55 عامًا، نازحة من حي التفاح شرق مدينة غزة: “ليس لدي ما أطبخه، ولا أملك المال لشراء الحطب. نأكل القليل من الطعام صباحًا لسد جوعنا، وأحيانًا في الليل. أتناول الزعتر والجبن أو الملح مع الخبز فقط، لا خضراوات ولا شيء مطبوخًا”.

تعاني عنتيز من ارتفاع ضغط الدم والسكري وأمراض القلب، وزوجها البالغ من العمر 60 عامًا مريض جدًا ولا يستطيع العمل أو جمع الطعام.

حصار مشدد

تضيف عنتيز: “لم يبقَ لدينا أحد، فقدت نحو 10 أفراد من عائلتي في غارة جوية على حي التفاح”. السلطات الإسرائيلية شددت حصارها على غزة منذ بداية الصراع في تشرين الأول 2023، وفرضت حظرًا شاملاً على الإمدادات لشهرين في آذار ونيسان.

على الرغم من وصول بعض المساعدات إلى غزة في الأسابيع الأخيرة، إلا أنها لا تزال جزءًا ضئيلاً من الاحتياجات الفعلية، وفقًا لوكالات الإغاثة.

ارتفاع الأسعار

ارتفع سعر السكر بشكل كبير، ولا يزال العديد من المواد الغذائية الأخرى باهظ الثمن بالنسبة لـ 90% من السكان الذين لا يملكون دخلاً، حيث وصل سعر كيلو الطماطم إلى 30 دولارًا.

بلا مأوى أو طعام

ابتسام صالح، 50 عامًا، تعيش في خيمة بمدينة غزة بعد نزوحها 20 مرة، تقول إنها بلا طعام ولا مصدر دخل: “ما لدينا الآن يأتي فقط من المساعدات أو الهدايا. قبل الحرب، كنت أتلقى 100 دولار شهريًا، ولكن منذ بدء الحرب لم نتلقَّ شيئًا”.

تتناول ابتسام وجبة واحدة يوميًا، عادةً ما تكون عدسًا. وتضيف: “ليست لدي القوة للوقوف في طابور انتظار المساعدات، فقد أغمي عليّ ذات مرة أثناء الانتظار بسبب الحرارة الشديدة”.

تجريد من القدرة

مسؤول إغاثة أممي يشرف على العمليات في غزة، أكد لصحيفة “الغارديان” البريطانية: “هذا شعب جُرِّد من أي قدرة على الصمود… ليس لديهم أي شيء على الإطلاق، إنهم على حافة الخطر”.

أقصى شمال غزة

هناك مخاوف عميقة بشأن أقصى شمال غزة، حيث يعيش الآلاف بين الأنقاض في أسوأ الظروف الإنسانية على الإطلاق، على الرغم من أن البيانات المتاحة غير كافية لتصنيف الوضع الطارئ.

ظروف معيشية قاسية

في مدينة غزة، تنام العائلات في العراء بالشوارع أو تتكدس في شقق مكتظة أو مخيمات، حيث ينتشر الذباب والبعوض والأمراض المعدية. تتراكم القمامة في كل مكان، ويتسبب الدخان الناتج عن حرق البلاستيك في حالات سعال مزمنة، مع ارتفاع حاد في درجات الحرارة في الأسابيع الأخيرة.

أحلام الأطفال

ريهام كريّم، 35 عامًا، تعيش في خيمة بمدينة غزة مع زوجها وأطفالها العشرة. اضطروا لمغادرة منزلهم في بيت حانون قبل ثلاثة أشهر، بسبب هجوم عسكري إسرائيلي قرب المدرسة التي كانوا يحتمون بها.

تقول كريّم: “خلال الأشهر الثلاثة الماضية، لم نتلقَّ أي أموال أو مساعدات. أطفالي يطلبون أشياء كثيرة، يريدون مني أن أصنع لهم الحلويات، لكنني لا أستطيع لأننا لا نملك المال. نتناول وجبتين فقط في اليوم، وعادةً ما نأكل الزعتر أو الجبن مع الخبز، وأحيانًا الخبز وحده”.

المعكرونة فرحة

وتضيف كريّم: “تركنا بعض المؤن الغذائية في منزلنا عندما هربنا، ودُمر المنزل. بالأمس، ذهب ابني للبحث عن مساعدة، وحصل على كيلوغرام من المعكرونة وعلبة صلصة طماطم. عاد وهو يشعر وكأنه يطير من الفرح”.

رد إسرائيلي

رفضت إسرائيل التقرير الأممي ووصفته بأنه “مغلوط ومتحيز”، وقالت إنه اعتمد على بيانات مغلوطة قدمتها حركة “حماس”، ولم يأخذ في الاعتبار تدفق كميات كبيرة من الأغذية على القطاع في الآونة الأخيرة.

اقرأ أيضا

اخترنا لك