في ذكرى مرور 12 عامًا على مجزرة الغوطة الشرقية، تستعيد الذاكرة السورية فصولًا دامية من قمع نظام بشار الأسد للانتفاضة الشعبية عام 2013، حيث أودى هجوم بغاز السارين بحياة نحو 1400 شخص من المدنيين.
تفاصيل الهجوم الكيماوي
في تمام الساعة الثانية فجرًا، استهدفت الصواريخ بلدات زملكا، عين ترما، حمورية، سقبا، دوما، المليحة، كفر بطنا، وجسرين والمعضمية، وفقًا لما ذكرته وكالة الأنباء السورية الرسمية “سانا”، مما أدى إلى انتشار الغاز السام بسرعة في الأحياء والمنازل.
تحولت المنازل إلى مسارح للموت، حيث استشهدت عائلات بأكملها في فراشها، وسط مشاهد مروعة وثقتها عدسات الكاميرات وذاكرة الناجين.
شهادات من قلب المعاناة
هناء حسنين، ممرضة في المستشفى الميداني بالمعضمية، وصفت اللحظات المأساوية قائلة: “أجساد الضحايا كانت منتفخة، والزبد يخرج من أفواههم، وعيونهم متسعة”.
وأضافت حسنين: “لم نكن نملك الخبرة أو الأدوات اللازمة للتعامل مع هذه الحالات، فاضطررنا إلى استخدام الماء والخل والبصل، وسط نقص حاد في الأدوية والأكسجين، والنظام كان يحاصر المدينة”.
حصار خانق ونقص في الإمدادات
لم يكتفِ النظام بإطلاق غاز السارين، بل حاول اقتحام المدينة من عدة جهات وقصف بالطيران، مما زاد من أعداد الضحايا الذين افترشوا الشوارع، وأصبح المسعف بحاجة إلى مساعدة، والطبيب يحتاج لمن يعالجه.
“ليلة لا يمكن أن تُنسى”
طارق سليمان، ابن الغوطة الشرقية وعضو رابطة ضحايا الأسلحة الكيماوية، يتذكر تلك الليلة قائلًا: “لم تكن تشبه ليالي القصف التي اعتدنا عليها، فصوت سقوط الصواريخ كان مختلفًا، وبعد انتشار الرائحة الغريبة تأكدنا أننا قصفنا بالكيماوي”.
آثار الكيماوي المدمرة
هالة، زوجة طارق، تروي معاناتها قائلة: “ظهرت لدي أعراض استنشاق الكيماوي في اليوم التالي؛ حيث عانيت ألمًا شديدًا وصعوبة تنفس، ونجوت من الموت بأعجوبة بعد تلقي العلاج في المستشفى”.
تقرير الأمم المتحدة
في 16 سبتمبر 2013، نشر الأمين العام للأمم المتحدة آنذاك، بان كي مون، تقريرًا يؤكد أن الأسلحة الكيماوية استخدمت في النزاع في سوريا ضد المدنيين والأطفال على نطاق واسع نسبيًا، وأن النتائج قاطعة ولا تقبل الجدل.