الجمعة 22 أغسطس 2025
spot_img

تحذيرات من خطر “إسرائيل الكبرى” بعد تصريحات نتنياهو

spot_img

حذر أستاذ الدراسات الإسرائيلية واللغة العبرية في جامعة عين شمس، الدكتور محمد عبود، من مخاطر مشروع “إسرائيل الكبرى” الذي أعلنه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مؤخرًا.

مقابلة تحمل رسائل خفية

اعتبر الدكتور عبود أن المقابلة الأخيرة لنتنياهو تجاوزت كونها حوارًا عابرًا، واعتبرها عرضًا مسرحيًا يقصد من خلاله توصيل رسالة واضحة. هذه الرسالة تؤكد أن مشروع “إسرائيل الكبرى” ما زال قائمًا، ويتحول من مجرد حلم إلى برنامج سياسي قابل للتنفيذ.

أشار عبود إلى أن المقابلة التي أجرتها قناة i24 العبرية تضمنت خلفية تشير إلى خريطة جغرافية تتجاوز الحدود الحالية لإسرائيل، مما يعكس نوايا خفية. كما قدم المحاور هدية لزوجة نتنياهو عبارة عن قلادة تحمل خريطة “أرض الميعاد”، مما زاد من دلالات الرسالة.

إعلان استراتيجي لا انتخابي

وأكد عبود أن تصريح نتنياهو لم يكن مجرد إعلان انتخابي، بل هو إعلان استراتيجي حول نوايا الاحتلال. يفهم نتنياهو تمامًا أن السيطرة العسكرية المباشرة لم تعد مقبولة عالميًا، لكنه يسعى لتحقيق هيمنة ثلاثية الأبعاد: سياسية، عسكرية، واقتصادية.

أوضح أن مشروع “إسرائيل الكبرى” أصبح يعكس رؤية أعمق للسيطرة تمتد من النيل إلى الفرات، لكنها تتخذ أشكالًا جديدة تركز على دعم الانقسامات الداخلية في العالم العربي واستخدام الضغوط الاقتصادية.

إحياء المخطط التاريخي

قال عبود إن تصريحات نتنياهو تأتي في سياق تاريخي، حيث يرتبط مفهوم “إسرائيل الكبرى” بالمناطق التي احتلت عام 1967. وعلى الرغم من خروج سيناء من هذا السياق بعد اتفاقيات السلام، إلا أن الفكرة لا تزال حاضرة في ذهن اليمين الصهيوني.

ولفت الانتباه إلى ضرورة عدم فصل تلك التصريحات عن السياق التاريخي، حيث تمتد حالة التوسع إلى مناطق مثل الأردن وغرب العراق، وهو ما يعكس تجديدًا للمخطط القديم.

مواجهة المخاطر الاستراتيجية

شدد عبود على أن خطورة تصريحات نتنياهو تكمن في أنها تعيد إحياء مشروع “إسرائيل الكبرى”، ليس كفكرة عابرة بل كواقع يعتمده. وعلى الرغم من أنه لا يزال يستخدم الوسائل التقليدية، إلا أن شكل الاحتلال يتغير لمواجهة التحديات الراهنة.

في هذا السياق، شدد عبود على ضرورة التفاعل الجدي مع مثل هذه التصريحات، محذرًا من أن تجاهلها يعد خطأً جسيمًا قد يسمح بتمرير مشاريع توسعية جديدة في المنطقة.

ضرورة الوعي الاستراتيجي

اختتم عبود حديثه بالتأكيد على أن التصريحات المثل هذه تتطلب وعيًا استراتيجيًا يخدم شعوب المنطقة. فقد ينعكس عدم الإدراك لما وراء هذه التصريحات على مستقبل الدول العربية، مما يهدد الأمن والاستقرار.

وذكر أن الزمن وحده يمكنه أن يعلمنا كيفية مواجهة المشاريع التوسعية من خلال الوعي والإرادة. يجب أن تُقرأ التصريحات بجدية كجزء من مخطط يستدعي العمل والتفكير الاستراتيجي.

اقرأ أيضا

اخترنا لك