في لقاء هام عقد في نيوم، سادت أجواء إيجابية بين مصر والسعودية، حيث التقى الأمير محمد بن سلمان، ولي العهد السعودي ورئيس مجلس الوزراء، بالرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، لبحث تعزيز العلاقات الثنائية والقضايا الإقليمية. اللقاء يعكس عمق العلاقات بين البلدين وأهمية التنسيق المشترك.
تنمية الاستثمارات المشتركة
أكد مراقبون مصريون على الأهمية الكبيرة لمخرجات اللقاء، خاصة فيما يتعلق بتعزيز الاستثمارات المشتركة بين البلدين. الزيارة تعكس حرص القيادتين على تطوير التعاون الاقتصادي بما يخدم مصالح الشعبين.
الرئاسة المصرية أكدت أن زيارة الرئيس السيسي تأتي في إطار العلاقات التاريخية الراسخة بين القاهرة والرياض. التنسيق والتشاور المستمر حول القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك كان حاضراً بقوة خلال اللقاء.
مجلس التنسيق الأعلى
المحادثات بين الجانبين تناولت مناقشات معمقة حول ملفات التعاون الثنائي، مع التركيز على تعزيز الاستثمارات المشتركة. الإسراع في تدشين مجلس التنسيق الأعلى المصري السعودي يمثل إطاراً شاملاً لتطوير العلاقات على كافة المستويات.
تم الاتفاق على إطلاق المزيد من الشراكات في مجالات التكامل الصناعي، وتوطين الصناعات التكنولوجية، والنقل، والطاقة الجديدة والمتجددة، والتطوير العمراني. هذه الشراكات تهدف إلى تحقيق التنمية المستدامة في كلا البلدين.
تطوير العلاقات الثنائية
في أكتوبر الماضي، اتفقت السعودية ومصر على تطوير العلاقات المشتركة من خلال إنشاء مجلس التنسيق الأعلى المشترك. ولي العهد السعودي والرئيس المصري وقعا على محضر تشكيل المجلس.
المتحدث باسم الرئاسة المصرية أوضح أن اللقاء تناول مستجدات القضايا الإقليمية والدولية، وأكد الرئيس المصري دعم بلاده للمبادرات السعودية بشأن القضية الفلسطينية، بما في ذلك مخرجات مؤتمر “حل الدولتين”.
مؤتمر حل الدولتين
السعودية وفرنسا ترأستا مؤتمراً وزارياً لحل الدولتين في الأمم المتحدة بنيويورك في يوليو الماضي. المؤتمر أكد على ضرورة دعم مشروع حل الدولتين كسبيل لتحقيق السلام والاستقرار في المنطقة.
زيارة الرئيس المصري للسعودية لاقت تفاعلاً واسعاً على منصات التواصل الاجتماعي، حيث تصدر هاشتاغ “#مصر_والسعودية_ايد_واحده” قائمة الأكثر تداولاً على منصة “إكس”، معبراً عن عمق العلاقات بين البلدين.
علاقات أخوية ومحبة
أكد مستخدمو وسائل التواصل الاجتماعي أن العلاقات بين مصر والسعودية هي علاقات أخوة ومحبة دائمة. المدونون السعوديون رحبوا بزيارة الرئيس السيسي، معتبرين أنها تؤكد على التكامل بين البلدين.
أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، حسن سلامة، يرى أن حفاوة الاستقبال للرئيس المصري في نيوم تعكس حالة من الارتياح في العلاقات بين البلدين. الزيارة تؤكد متانة العلاقات بين القاهرة والرياض ومستوى التنسيق بينهما في مختلف المجالات.
توقيت هام وتناغم
سلامة يعتقد أن الزيارة تأتي في توقيت هام، وتؤكد التناغم بين الدولتين في مواجهة التحديات الإقليمية. القاهرة أعلنت هذا الأسبوع عن مقترح لوقف إطلاق النار في قطاع غزة لمدة 60 يوماً، يمهد للحل الشامل في القطاع.
السفير جمال بيومي، مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق، يرى أن الرياض من أكثر الدول العربية استثماراً في مصر. الزيارة أكدت أهمية توسيع العلاقات الاقتصادية بين البلدين، بما يعزز من مستوى التعاون.
التطورات الإقليمية
بيومي يشير إلى أن التطورات الإقليمية تستدعي باستمرار التنسيق والتشاور بين القاهرة والرياض. الوضع في غزة، والتطورات في البحر الأحمر، والوضع في السودان، والملفات الإقليمية الأخرى تتطلب استمرار التنسيق المشترك بين البلدين.