أفرجت السلطات اللبنانية عن الإسرائيلي صالح أبو حسين، الخميس، بعد احتجازه لمدة عام كامل إثر دخوله الأراضي اللبنانية خلسة. تمت عملية الإفراج بوساطة من الصليب الأحمر الدولي عبر معبر رأس الناقورة الحدودي.
وكشفت مصادر إسرائيلية أن أبو حسين، وهو من بلدة عربية في شمال إسرائيل، تسلمه منسق شؤون الأسرى والمفقودين الإسرائيلي، العميد (احتياط) غال هيرش، عند المعبر الحدودي.
تسليم عبر الصليب الأحمر
أكد مصدر قضائي لبناني أن الأمن العام اللبناني سلم أبو حسين إلى الصليب الأحمر الدولي لإعادته إلى إسرائيل، موضحًا أنه أوقف من قبل الجيش اللبناني قبل عام لدخوله خلسة إلى الأراضي اللبنانية الجنوبية.
أشار المصدر إلى أن أبو حسين ليس أسير حرب، ولم يثبت عليه أي ملف أمني أو تورطه بأي عمل أمني في لبنان، وأن الصليب الأحمر الدولي كان يتواصل مع لبنان بشأنه قبل اتخاذ قرار التسليم.
رواية إسرائيلية حول الإفراج
أعلن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عن عودة مواطن إسرائيلي كان مسجوناً في لبنان لمدة عام تقريباً، في إشارة إلى صالح أبو حسين.
وأوضح المكتب أن عملية الإفراج تمت بعد مفاوضات جرت في الأشهر الأخيرة بمساعدة الصليب الأحمر، مؤكدًا أن قوات الأمن تجري تحقيقاً في ملابسات الحادث.
ظروف الاعتقال قيد التحقيق
ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن تل أبيب لم تفرج عن أي شخص مقابل إطلاق سراح أبو حسين، وأن ظروف اعتقاله في لبنان في شهر يوليو 2024 ما زالت قيد التحقيق.
وكان أبو حسين قد فُقد في وقت سابق، حيث ناشدت شرطة إسرائيل الجمهور للمساعدة في البحث عنه، وذلك في شهر فبراير الماضي.
رمانة في الجليل الأسفل
رمانة، هي قرية عربية تقع في المنطقة الشمالية في إسرائيل، وتحديداً في الجليل الأسفل، وقريبة من مدينة الناصرة.
ونشر الإعلام العبري صورة لأبو حسين برفقة هيرش لحظة استقباله في معبر رأس الناقورة، حيث أجرى مكالمة هاتفية مع والديه.
قلق واضطراب نفسي
أبو حسين، في الثلاثين من عمره، من سكان بلدة رمانة العربية في الجليل. وكان عاهد رحال، رئيس مجلس البطوف الإقليمي، قد صرح بأن أبو حسين فقدت آثاره في شهر يوليو من العام الماضي، وتم إبلاغ الشرطة بالأمر.
وأشار رحال إلى أنهم كانوا يعيشون بقلق شديد عليه لأنه مصاب باضطراب نفسي ويتلقى العلاج في قسم الشؤون الاجتماعية في المجلس.
صدمة الخبر والاعتقال
أكد رحال أن العائلة صدمت عندما أبلغتهم السلطات الإسرائيلية بأنه كان معتقلاً في لبنان طيلة العام الماضي، ولم يستوعبوا الخبر.
وأوضح أنهم بحثوا عنه في تل أبيب، حيث كان يعيش وحده لأربع سنوات قبل أن يعود إلى قريته.
دور الوسيط الأميركي
أفادت القناة 12 الإسرائيلية بأن أبو حسين كان معتقلاً لدى السلطات اللبنانية منذ شهر يوليو 2024، وأن السلطات الإسرائيلية أجرت اتصالات مع بيروت عبر الصليب الأحمر.
وشدد مكتب رئاسة الحكومة الإسرائيلية على أنه أُعيد من دون إبرام أي صفقة تبادل، مؤكدة أن ظروف احتجازه ما زالت قيد التحقيق.
اتفاق إسرائيلي لبناني
ذكرت مصادر سياسية أن فريق المبعوث الأميركي إلى سوريا ولبنان، السفير توماس براك، يقف وراء هذه الخطوة، ويسعى إلى إطلاق سراح أسرى من “حزب الله” في إسرائيل ضمن الاتفاق الإسرائيلي اللبناني الآخذ في التبلور.
ولفتت المصادر إلى أن إرسال نتنياهو لهيرش لاستقبال أبو حسين لم يكن صدفة، حيث خضع أبو حسين لاستجواب وفحص طبي أولي بعد نقله إلى إسرائيل، ثم أُحيل إلى مستشفى لإجراء فحوصات شاملة، على أن يلتقي لاحقًا مع أفراد عائلته.