واشنطن تستضيف قمة حاسمة بشأن أوكرانيا، حيث يستقبل الرئيس دونالد ترامب نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي وقادة أوروبيين بارزين في البيت الأبيض، وسط ترقب لما ستسفر عنه المباحثات بشأن مستقبل الأزمة الأوكرانية.
وتأتي هذه القمة بعد الكشف عن تفاصيل جديدة حول اجتماع ترامب وبوتين في ألاسكا، بالإضافة إلى شروط الكرملين لوقف الحرب في أوكرانيا.
شروط السلام المحتمل
تتضمن الشروط الروسية تنازل أوكرانيا عن أراضٍ في دونباس غير خاضعة للسيطرة الروسية حاليًا، مقابل ضمانات أمنية أمريكية وأوروبية مماثلة للمادة الخامسة من حلف شمال الأطلسي “الناتو”.
ويأتي هذا وسط انتقادات من وسائل الإعلام الأمريكية والديمقراطيين بشأن استقبال ترامب للرئيس الروسي، واعتبره البعض تبنيًا للرواية الروسية حول الحرب في أوكرانيا.
ترامب يدافع عن موقفه
دافع ترامب عن نفسه بشدة ضد “وسائل الإعلام الكاذبة” و”المنتقدين السلبيين”، بينما سعى وزير الخارجية ماركو روبيو والمبعوث الخاص ستيف ويتكوف، اللذان شاركا في اجتماع ألاسكا، إلى توضيح جوانب الاتفاق مع بوتين.
وأكد روبيو وويتكوف أن ترامب تحول نحو اتفاق سلام شامل بعد التقدم الكبير الذي تحقق في قمة ألاسكا، متخليًا عن السعي لوقف إطلاق النار فقط.
ضمانات أمنية لأوكرانيا
ركز ويتكوف على منطقة دونباس، مشيرًا إلى موافقة بوتين على منح ضمانات أمنية “قوية” لأوكرانيا، بما في ذلك بند مماثل للمادة الخامسة من حلف “الناتو”، كبديل عن انضمام أوكرانيا إلى الحلف.
وأوضح ويتكوف أن هذه هي المرة الأولى التي يوافق فيها الروس على ذلك، معتبرًا إياها “تغيرًا لقواعد اللعبة”، مؤكدًا أن الولايات المتحدة يمكن أن تقدم حماية شبيهة بالمادة الخامسة، وهو أحد الأسباب الرئيسية لرغبة أوكرانيا في الانضمام إلى “الناتو”.
ترسيخ تشريعي للوعود
تعهد بوتين بإقرار “ترسيخ تشريعي” لوعد روسيا بعدم غزو أوكرانيا أو أي دولة أوروبية أخرى في أي خطة سلام محتملة.
كما أعرب عن رغبة روسيا في الحصول على الأراضي التي تحددها الحدود الإدارية لدونباس، مما يستوجب مفاوضات للتغلب على العقبة الرئيسية المتمثلة بمطالبة بوتين بانسحاب القوات الأوكرانية من منطقة دونيتسك.
تعهد روسي إضافي
أكد ويتكوف أن روسيا وافقت على سن قانون ينص على أنها لن “تستهدف أي دولة أوروبية أخرى وتنتهك سيادتها”.
وأضاف: “وافق الروس على ترسيخ لغة تشريعية تمنعهم من محاولة الاستيلاء على أي أراضٍ أخرى من أوكرانيا بعد اتفاق سلام، حيث سيشهدون بعدم انتهاك أي حدود أوروبية”.
الخطوط العريضة للضمانات
أكد روبيو أن المحادثات مع زيلينسكي والقادة الأوروبيين ستركز على الخطوط العريضة لأي ضمانات أمنية أمريكية وأوروبية لردع موسكو عن أي هجمات مستقبلية.
وقال: “كيف يُبنى ذلك؟ وما هو اسمه؟ وما هي الضمانات المُضمنة فيه والقابلة للتنفيذ؟ هذا ما سنناقشه خلال الأيام القليلة المقبلة مع شركائنا”.
عواقب وخيمة محتملة
أشار روبيو إلى أنه “في النهاية، إذا لم يكن هناك اتفاق سلام، إذا لم تنتهِ هذه الحرب، كما كان الرئيس واضحًا، فستكون هناك عواقب”، مضيفًا: “لكننا نحاول تجنب ذلك”.
وأقر بأنهم لا يزالون بعيدين عن التوصل إلى اتفاق سلام، لكنه أكد أنه تم إحراز تقدم نحو ذلك.
موقف روسيا الحالي
لم تشر روسيا إلى مثل هذه التوافقات حتى الآن، غير أنها أقرت بقبول الضمانات الأمنية لأوكرانيا، بما في ذلك عبر بند شبيه بالمادة الخامسة من ميثاق “الناتو”، والتي تتعلق بـ”الدفاع الجماعي”.
وينص هذا البند على أن أي هجوم على أحد الحلفاء يعد هجومًا على كل الأعضاء، الذين ينبغي أن يتخذوا إجراءات مشتركة للرد.
الزعماء الأوروبيون مجتمعين
يأمل الزعماء الأوروبيون في تجنب أي خلافات، و يمثل الاجتماع اختبارًا لعلاقة واشنطن مع أقرب حلفائها، وعلى رأسهم رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وغيرهم من القادة.