وسط تصاعد المطالبات الشعبية والنقابية بوقف إطلاق النار في غزة، يتجه مسار المفاوضات نحو تهدئة محتملة، حيث أبدت حركة حماس موقفاً “إيجابياً” تجاه مقترح هدنة لمدة 60 يوماً، جاء ذلك بعد محادثات مكثفة في القاهرة برعاية مصرية وقطرية.
مقترح الهدنة
تأتي هذه التطورات في ظل دعوات متزايدة من أكاديميين وصحافيين وشخصيات مجتمعية ورجال أعمال في غزة، لتنظيم وقفات ومسيرات للمطالبة باتفاق ينهي القتال ويحمي المدنيين.
دعم أمريكي للمقترح
كشفت مصادر من حماس أن الولايات المتحدة أُبلغت بمقترح الهدنة الجديد وأبدت دعمها له، وذلك بهدف الوصول إلى اتفاق شامل يحدد مستقبل القطاع.
المقترح “يحمل أموراً إيجابية، والمسافات متقاربة بين ما كانت تطلبه الحركة وما قُدّم لها”، وفقاً لمصدر مطلع من الحركة، مضيفاً أن القرار الآن في يد إسرائيل.
دعم الفصائل الفلسطينية
أشارت المصادر إلى أن فصائل فلسطينية أخرى، مثل “الجهاد الإسلامي” و”الجبهة الشعبية”، تدعم التوصل إلى اتفاق يمنع تنفيذ مخطط إسرائيلي لاحتلال مدينة غزة.
تفاصيل اتفاق الهدنة
يتضمن المقترح، بالإضافة إلى وقف إطلاق النار، انسحاباً للقوات الإسرائيلية إلى مناطق محددة، بما يتماشى مع اتفاق الهدنة السابق في يناير، مع إدخال كميات كبيرة من المساعدات الإنسانية بشكل فوري.
كما يشمل الاتفاق تبادل الأسرى وفق معايير مماثلة لتلك التي نُفذت في الصفقات السابقة، دون شروط تقييدية على عمل “مؤسسة غزة الإنسانية”.
اجتماعات في القاهرة
من المقرر أن يلتقي رئيس الوزراء القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، الذي يزور مصر حالياً، بوفد من حماس ووفد يضم فصائل فلسطينية أخرى في القاهرة.
أكد وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي أن زيارة رئيس وزراء قطر تهدف إلى دعم جهود التوصل لاتفاق بشأن غزة وممارسة الضغط على الأطراف المعنية.
مفاوضات الهدنة
أضاف عبد العاطي أن المفاوضات الحالية في غزة تعتمد على مقترح المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف، الذي يشمل هدنة لمدة 60 يوماً، لاستغلالها في التفاوض على وقف دائم لإطلاق النار.
وحذر من أن القضية الفلسطينية تمر بمرحلة حرجة، مطالباً الفصائل الفلسطينية بالتحلي بالمسؤولية والتوحد خلف السلطة الفلسطينية ومنظمة التحرير.
تنسيق مصري قطري
تتواصل الجهود المصرية والقطرية بالتنسيق مع الولايات المتحدة للضغط على إسرائيل من أجل المضي قدماً نحو اتفاق ينهي الحرب ويسمح بإدخال المساعدات.
هذا التنسيق قد يفسر رفض رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تقديم ضمانات بعدم الذهاب لصفقة جزئية، وتأكيد مسؤول إسرائيلي على أن تل أبيب لم تغلق الباب تماماً أمام هذه الفرصة.
تصاعد الضغوط الشعبية
في ظل تصاعد المطالبات الشعبية الفلسطينية بوقف إطلاق النار، نظمت “الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين” فعالية جماهيرية أمام مجمع الشفاء الطبي، حضرها قيادات وشخصيات وطنية ومجتمعية.
كما نظم رجال أعمال ووجهاء وتجار وقفة احتجاجية أمام مقر الغرفة التجارية في غزة للمطالبة بوقف الحرب ومشروع التهجير، ودعوا الفصائل الفلسطينية للتوصل إلى اتفاق.
دعوات للمسيرات والوقفات
انطلقت دعوات جماهيرية للقيام بمسيرات ووقفات في مدينة غزة، بينما صدر بيان باسم وجهاء ومخاتير الأحياء يطالبون بالعمل الفوري على منع تهجير السكان والتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار.
الوضع الميداني المتدهور
يأتي ذلك في وقت يشهد استمراراً للعمليات العسكرية في قطاع غزة، وخاصةً في المناطق الجنوبية من مدينة غزة التي تتعرض لقصف جوي ومدفعي مكثف.
وخلال الليل والفجر، دوت انفجارات قوية نتيجة عمليات نسف المنازل والمباني والبنية التحتية، حيث تطلب القوات الإسرائيلية من السكان إخلاء المناطق قبل تدميرها.
محاصرة مدينة غزة
تهدف العمليات الإسرائيلية إلى السيطرة على شارع 8 الرئيسي، لمحاصرة مدينة غزة وفصلها عن وسط القطاع وجنوبه.
وأسفرت الغارات الجوية والقصف المدفعي عن مقتل وإصابة العشرات من الفلسطينيين، بينهم نازحون ومنتظرون للمساعدات.
خسائر بشرية متزايدة
أعلنت وزارة الصحة في غزة عن ارتفاع عدد ضحايا الحرب إلى 62 ألفاً وأربعة قتلى و156 ألفاً و230 مصاباً منذ 7 أكتوبر 2023.
أزمة إنسانية حادة
يستمر تفاقم أزمة الجوع، حيث سُجلت حالات وفاة جديدة نتيجة سوء التغذية، ما يرفع العدد الإجمالي للضحايا إلى 263، بينهم 112 طفلاً.
كما ارتفع عدد ضحايا التدافع على المساعدات إلى 1965 قتيلاً منذ نهاية مايو الماضي.