في تطور لافت، أثار اقتحام وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير زنزانة الأسير الفلسطيني مروان البرغوثي ردود فعل واسعة النطاق، متجاوزاً الدلالات السياسية ليطرح تساؤلات حول مصير أحد أبرز رموز القضية الفلسطينية.
تهديدات بن غفير للبرغوثي
في مقطع فيديو انتشر بسرعة البرق عبر وسائل التواصل الاجتماعي، ظهر بن غفير وهو يقتحم زنزانة البرغوثي مهدداً: “لن تنتصر، من يعبث بأمن إسرائيل و يقتل أطفالنا ونساءنا سنقضي عليه”.
زوجة البرغوثي، المحامية فدوى البرغوثي، أعربت عن صدمتها من التغيير الذي طرأ على ملامح زوجها.
البرغوثي، البالغ من العمر 67 عاماً والمحكوم عليه بالسجن المؤبد خمس مرات، بدا نحيلاً ومرهقاً في زنزانته بسجن “ريمون” بينما كان يواجه تهديدات بن غفير.
من هو مروان البرغوثي؟
ولد البرغوثي في قرية كوبر، شمال غربي رام الله، في 6 يونيو 1958، وانضم إلى حركة “فتح” في سن الخامسة عشرة، ليصبح لاحقاً أحد أبرز قادتها.
يُلقب البرغوثي بـ”عميد الأسرى” و”مانديلا فلسطين”، رمزاً وطنياً وقامة نضالية تتجاوز حدود فلسطين.
اعتقل البرغوثي عدة مرات خلال دراسته الجامعية، حيث أمضى فترات في السجون الإسرائيلية.
البرغوثي والانتفاضة الأولى
كان البرغوثي من أبرز قادة الانتفاضة الفلسطينية الأولى عام 1987، قبل أن يتم اعتقاله وترحيله إلى الأردن لمدة سبع سنوات.
عاد إلى الضفة الغربية عام 1994 بموجب اتفاق أوسلو، وانتُخب نائباً في المجلس التشريعي الفلسطيني عام 1996.
اعتقال البرغوثي عام 2002
في 15 أبريل 2002، اعتقلت القوات الإسرائيلية البرغوثي من منزله في رام الله، وقدمته للمحاكمة بتهم تتعلق بتأسيس “كتائب شهداء الأقصى”.
على الرغم من نفي البرغوثي لتلك التهم، أدين وحكم عليه بالسجن المؤبد خمس مرات عام 2004.
نشاطه السياسي والأكاديمي
منذ انخراطه في حركة “فتح” في سن مبكرة، عمل البرغوثي على حشد الدعم للقضية الفلسطينية، والدعوة إلى حل الدولتين.
انتُخب عضواً في المجلس الثوري لحركة “فتح” عام 1989، وكان أصغر الأعضاء سناً في هذا المنصب القيادي.
يحمل البرغوثي شهادات جامعية عليا في التاريخ والعلوم السياسية والعلاقات الدولية، وعمل محاضراً في جامعة القدس، كما حصل على درجة الدكتوراه داخل السجن، وله مؤلفات عدة.
البرغوثي وحرب غزة 2023
مع اندلاع حرب غزة في أكتوبر 2023، وُضع البرغوثي في الحبس الانفرادي، ونُقل بين عدة سجون إسرائيلية.
أفادت تقارير بتعرضه للضرب والإيذاء خلال فترة اعتقاله، بما في ذلك جرّه عارياً أمام السجناء الآخرين.
اعتداءات متكررة على البرغوثي
في مارس 2024، ورد أن البرغوثي تعرض للضرب المبرح في سجن مجدو، ما أدى إلى فقدانه الوعي وإصابته بكدمات.
في سبتمبر 2024، تعرض لاعتداء عنيف آخر في الحبس الانفرادي، وأفادت التقارير بإصابته بكسور في الضلوع وإصابات أخرى.
البرغوثي وصفقة التبادل
طُرح اسم مروان البرغوثي ضمن صفقة وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس، والإفراج عن الأسرى، إلا أنه لم يتم الإفراج عنه حتى الآن.
ترددت أنباء عن أن إسرائيل قد تفرج عن البرغوثي بشرط إبعاده خارج الأراضي الفلسطينية.