تصاعد التوتر في لبنان مع تصريحات أمين عام “حزب الله” التي حذرت من مواجهة شاملة في حال محاولة نزع سلاح الحزب، ما أثار مخاوف من فتنة داخلية تهدد الاستقرار الهش للبلاد. هذه التصريحات، التي استدعت ذكريات الحرب الأهلية، دفعت إلى التساؤل عن قدرة الحزب على خوض صراع داخلي في ظل المتغيرات السياسية والإقليمية.
تحذيرات من حرب أهلية
النائب بلال الحشيمي اعتبر خطاب قاسم بمثابة “تلويح واضح بحرب أهلية”، مؤكداً استحالة القبول بوضع يكون فيه قرار الحرب والسلم بيد جهة غير المؤسسات الشرعية. وأشار إلى أن “حزب الله” يتحرك وفق حسابات إيرانية، في حين أن الدفاع عن لبنان هو مسؤولية الدولة وحدها.
تراجع الغطاء السياسي
في مقارنة بين الوضع الحالي وعام 2006، أوضح الحشيمي أن الحزب كان يتمتع بغطاء سياسي داخلي واسع، وتحالفات قوية، ونفوذ سوري وإيراني كبير. أما اليوم، فقد تآكلت التحالفات، وتراجع الغطاء المسيحي، واهتز موقع إيران الإقليمي، مما يجعل أي مغامرة داخلية محفوفة بالمخاطر.
مخاوف من صراع مذهبي
النائب إلياس حنكش من كتلة “الكتائب اللبنانية”، رأى أن خطاب قاسم حوّل النقاش حول السلاح إلى قضية عقائدية طائفية، محذراً من جر البلاد إلى صراع مذهبي خطير. وأضاف أن “10% من اللبنانيين يحاولون جر 90% منهم إلى مغامرة مدمرة”.
مغامرات غير محسوبة
حنكش ذكر بأن قيادة الحزب دخلت في “مغامرات غير محسوبة” منذ 7 أكتوبر 2023، وأن فتح جبهة داخلية هو آخر ما يحتاجه لبنان في ظل التهديدات الخارجية. كما اتهم الحزب بتثبيت رفض تسليم السلاح لاستخدامه ورقة تفاوض مع الولايات المتحدة.
الدولة وفرض السيادة
وشدّد حنكش على أن الدولة اليوم تبسط سيادتها على كامل الأراضي، وأن أي تهديد داخلي مرفوض. وتساءل عن سبب عدم تحرك القضاء لمحاسبة من يهدد أمن اللبنانيين، معتبراً أن السلاح الذي سيدمر لبنان دفاعاً عن نفسه، لم يعد للدفاع عنه بل بات ضده.
قدرات الجيش اللبناني
أكد حنكش أن الجيش أثبت قدرته على ضرب الفتنة في مهدها، وأن مواجهة الجيش داخلياً ستكون “عملية انتحار” لكل من يفكر بها.
تصعيد موجه للداخل
الخبير الأمني رياض قهوجي، اعتبر خطاب قاسم “إعلاناً صريحاً بأن الحزب لم يعد تنظيماً لبنانياً بالمعنى الفعلي”، موضحاً أنه “لا يوجد تنظيم وطني يهدد بإشعال حرب داخلية من أجل الاحتفاظ بسلاحه”. ويرى أن هذا التصعيد موجه إلى القوى الشرعية، وعلى رأسها الجيش اللبناني.
تبعية خارجية للحزب
قهوجي يرى أن ما جرى “يثبت تبعية الحزب لجهة خارجية تتحكم بعقيدته وقراراته، وتبقيه داخل الدولة ورقة ضغط، في معادلة تقوم على مقايضة الاستقرار بالسلاح”. وشبّه ذلك بما فعله نظام الأسد في سوريا “حين دمَّر البلاد للحفاظ على بقائه في السلطة”.
تناقض في المشهد
قهوجي توقف عند التناقض في المشهد، إذ يرى أن “جهة لم تخرج بعد من مواجهة مع إسرائيل تلوّح في الوقت نفسه بحرب أهلية ضد مؤسسات الدولة التي وقفت معها في الحرب”.
الجيش وتنفيذ القرارات
من الناحية الميدانية، أكد قهوجي أن “الجيش قادر على تنفيذ قرار الحكومة بمصادرة السلاح غير الشرعي، ومواجهة أي طرف، بما في ذلك (حزب الله)، إذا وضعت خطة تنفيذية واضحة”. وشدد على أن الجيش “لن يكون وحيداً، فالحكومة ومعظم اللبنانيين يقفون خلفه”.