واشنطن تسعى لعقد قمة ثلاثية أمريكية روسية أوكرانية لوقف الحرب.
أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن رغبته في عقد لقاء مباشر يجمعه بنظيره الروسي فلاديمير بوتين، والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، وذلك بعد قمته المرتقبة مع بوتين في ألاسكا يوم الجمعة المقبل، بهدف التوصل إلى حل ينهي الأزمة الأوكرانية.
جاء هذا الإعلان عقب اتصال وصفه ترامب بـ “الجيد جداً” مع قادة أوروبيين، في ظل التقدم الذي تحرزه القوات الروسية داخل الأراضي الأوكرانية.
قمة مرتقبة في ألاسكا
أشار ترامب إلى أن الاجتماع الثلاثي يعتمد على نتائج لقائه مع بوتين في القاعدة العسكرية الأمريكية في ألاسكا، موضحاً أنه في حال عدم تحقيق النتائج المرجوة، قد يتم إلغاء الاجتماع الثلاثي.
زيلينسكي يطالب بوقف فوري
من جانبه، أعرب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي عن أمله في أن يكون “وقف إطلاق النار الفوري” هو الموضوع الرئيسي في اجتماع ترامب وبوتين المرتقب.
تأتي تصريحات زيلينسكي خلال استقبال المستشار الألماني فريدريش ميرتس له في برلين، حيث عقد اجتماعاً عبر الفيديو مع ترامب وقادة أوروبيين من الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي.
دعم أوروبي للجهود الأمريكية
أكد رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر على وجود فرصة “حقيقية” لتحقيق وقف إطلاق نار في أوكرانيا بفضل جهود ترامب.
الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أكد أيضاً على رغبة واشنطن في التوصل إلى وقف لإطلاق النار في أوكرانيا.
تصاعد العمليات العسكرية
يأتي هذا التحرك الدبلوماسي في ظل تسجيل القوات الروسية لأكبر تقدم لها خلال 24 ساعة في الأراضي الأوكرانية منذ أكثر من عام، وفقاً لتحليل لوكالة الصحافة الفرنسية استناداً إلى بيانات معهد دراسات الحرب الأميركي.
حيث تقدمت القوات الروسية أو سيطرت على أكثر من 110 كيلومترات مربعة إضافية في 12 آب، بوتيرة لم تشهدها منذ أيار 2024.
إجلاء السكان المدنيين
في إشارة إلى تدهور الأوضاع الميدانية، أصدرت أوكرانيا قراراً بإجلاء العائلات من حوالي عشر بلدات قرب المنطقة الشرقية، حيث تحقق القوات الروسية تقدماً سريعاً.
وأعلنت موسكو عن سيطرتها على قريتين، نيكانوريفكا وسوفوروف، في دونيتسك شرقي أوكرانيا.
خسائر بشرية متزايدة
قُتل ثلاثة أشخاص على الأقل في هجمات مدفعية روسية وبطائرات مسيّرة في منطقة خيرسون الجنوبية، وفقاً للسلطات الإقليمية.
مخاوف أوروبية
وسط هذا النشاط الدبلوماسي المكثف، تتصاعد المخاوف الأوروبية من أن تسفر قمة ألاسكا عن نتائج سلبية لأوكرانيا بعد أكثر من ثلاث سنوات ونصف من الصراع.
وطالب المستشار الألماني ميرتس بضرورة مشاركة أوكرانيا في الاجتماعات المقبلة.
شروط روسية
تطالب موسكو بتنازل كييف عن أربع مناطق تحتلها جزئياً (دونيتسك ولوغانسك وزابوريجيا وخيرسون)، بالإضافة إلى شبه جزيرة القرم التي ضمتها في 2014، والتخلي عن تسلم الأسلحة الغربية وعن طموحها بالانضمام إلى حلف شمال الأطلسي.
تحذيرات من “الخداع” الروسي
توقع ترامب أن يتم “تبادل أراض”، في حين يسيطر الجيش الروسي حالياً على نحو 20 في المائة من مساحة أوكرانيا.
قبل وصوله إلى برلين، دعا زيلينسكي إلى الحذر من سبل “الخداع” التي قد تلجأ إليها روسيا، مؤكداً على ضرورة الضغط على روسيا من أجل سلام عادل.
موقف كييف من الأراضي
أكد المستشار الألماني أن أوكرانيا “مستعدة لمناقشة قضايا متعلقة بالأراضي”، لكن ليس “اعترافاً قانونياً” باحتلال روسيا لأجزاء معينة من أراضيها.
ماكرون أشار إلى أنه “لا يمكن التفاوض على قضايا الأرض التي تعود لأوكرانيا، ولن يتفاوض عليها إلا الرئيس الأوكراني”، مضيفاً أنه “لا توجد خطط جدية لتبادل الأراضي مطروحة حالياً”.
وحدة أوروبية أمريكية
الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (ناتو) مارك روته، أكد أن الأوروبيين وترامب “متحدون” في مساعيهم لإنهاء الحرب في أوكرانيا، مشيراً إلى أن “الكرة الآن في ملعب بوتين”.
رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين أشادت بـ “محادثة جيدة للغاية” مع ترامب وقادة أوكرانيا والدول الأوروبية، فيما عدّت موسكو المشاورات بين الأميركيين والأوروبيين “بلا معنى”.
تهديدات وعقوبات
هدّد ترامب روسيا بـ “عواقب وخيمة جداً” إذا لم تنهِ الحرب في أوكرانيا، فيما دعا زيلينسكي إلى “فرض العقوبات وتعزيزها إذا لم توافق روسيا على وقف إطلاق النار”.
خطوط حمراء أوروبية
صحيفة “وول ستريت جورنال” ذكرت أن زيلينسكي والزعماء الأوروبيين عرضوا على ترامب خمسة خطوط حمراء ليحملها إلى قمة ألاسكا مع بوتين، تتضمن وقف إطلاق النار كشرط مسبق لأي محادثات لاحقة، وأن تبدأ أي مناقشات حول الحدود من خطوط التماس الحالية، بالإضافة إلى تقديم ضمانات أمنية غربية ملزمة يجب أن تقبلها روسيا.
كما أبلغوا ترامب بأن الاعتراف بالوضع الحالي على الأراضي التي تسيطر عليها روسيا يمكن أن يكون جزءاً من اتفاق مستقبلي.