بدأت في القاهرة، الأربعاء، مباحثات تهدف إلى وقف الحرب في قطاع غزة، بمشاركة وفد قيادي من حركة حماس، وتناول اللقاء سبل التوصل إلى اتفاق ينهي الأزمة المتفاقمة. تأتي هذه الجولة الجديدة من المحادثات في ظل تصاعد التوترات الإقليمية وجهود دولية مكثفة للتهدئة.
محادثات وقف إطلاق النار
تركز المحادثات على آليات وقف إطلاق النار في غزة، وإدخال المساعدات الإنسانية، وتخفيف المعاناة عن سكان القطاع، وفقًا لتصريحات القيادي في حماس، طاهر النونو.
وتدرس إسرائيل إرسال وفد رفيع المستوى إلى الدوحة في وقت لاحق من هذا الأسبوع، للقاء مسؤولين قطريين لبحث استئناف المفاوضات بشأن صفقة الرهائن ووقف إطلاق النار، وفق “القناة 12” الإسرائيلية.
مقترح الستين يومًا
أعلن وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي أن القاهرة تعمل مع قطر والولايات المتحدة على العودة إلى المقترح الأول بوقف إطلاق النار لستين يوماً. يشمل المقترح تولي إدارة قطاع غزة من قبل 15 شخصية فلسطينية تكنوقراط، تحت إشراف السلطة الفلسطينية لفترة مؤقتة.
والتقى المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف برئيس الحكومة القطرية الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني في إيبيزا بإسبانيا، لمناقشة صفقة الأسرى ووقف إطلاق النار في غزة.
فرص إحياء المفاوضات
يرى المحلل السياسي سعيد عكاشة أن زيارة حماس للقاهرة تحمل فرص إحياء المفاوضات، وقد تدفع الضغوط الأخيرة إسرائيل لإبداء مرونة نسبية للذهاب إلى هدنة جديدة. ويتوقع أن يكون الاحتمال الأقرب هو الذهاب إلى هدنة جزئية وليس اتفاقًا شاملًا.
ويضيف عكاشة أن الصفقة الشاملة تتضمن مطالب بنزع سلاح حماس، وهو ما ترفضه الحركة، وستراهن على عنصر الوقت وحدوث تغييرات مستقبلية.
استمرار المفاوضات ضرورة
يرى المحلل السياسي الفلسطيني نهرو جمهور، أن حماس وإسرائيل لا تستطيعان غلق باب المفاوضات، حتى لو استمرت من دون نتائج. ويشير إلى أن الضغوط الأخيرة قد تشجع على إحياء المحادثات، لكن الفرصة مهددة بشروط إسرائيلية لإنهاء الحرب ونزع سلاح حماس.
الخطة الإسرائيلية لغزة
أعلن الجيش الإسرائيلي موافقة رئيس الأركان إيال زامير على الخطوط المركزية لخطة الهجوم على غزة، بعد نحو أسبوعين من انسحاب أميركي إسرائيلي من المفاوضات للتشاور.
وكان نتنياهو قد صرح بأنه يشعر بأنه في “مهمة تاريخية وروحية”، وأنه متمسك بـ”رؤية إسرائيل الكبرى”، مؤكدًا أنه سيعارض الإفراج التدريجي عن الرهائن، ويريد عودتهم جميعًا في إطار وضع حد للحرب بشروط إسرائيل.
مقترح جديد لوقف النار
وقال مصدر فلسطيني إن الوسطاء بصدد بلورة مقترح جديد لاتفاق شامل لوقف النار، ويتضمن أفكارًا حول هدنة لستين يومًا، ثم مفاوضات لوقف إطلاق نار طويل الأمد، وصفقة تبادل كل الأسرى الإسرائيليين الأحياء والأموات دفعة واحدة.
ويعتقد عكاشة أن المصادقة الإسرائيلية وتصريحات نتنياهو جزء من زيادة الضغوط على حماس، وفي إطار المسار الإسرائيلي الذي يتبنى السير في خطين متوازيين: العسكري والتفاوضي.
المواقف الإسرائيلية
يرى جمهور أن المواقف الإسرائيلية تمضي في مسارها نحو احتلال القطاع، ولن يعني قبولها بمسار المفاوضات إلا موقفًا مؤقتًا لاستنزاف المشهد وتفريغه من أي حالة نجاح. ويتوقع أن تقدم إسرائيل على صياغة تفسد المحادثات مجددًا لإتمام مشروع التهجير.